Go to full page →

ناموس الحرية GC 508

يؤكد كثيرون من معلمي الدين ان المسيح ابطل بموته الناموس فتحرر الناس من مطالبه. وبعض الناس يصورونه نيرا مكدرا محزنا، وعلى نقيض عبوديته يقدمون الحرية التي يمتعهم بها الانجيل. GC 508.1

لكنّ هذه لم تكن النظرة التي كان الانبياء والرسل ينظرون بها الى شريعة الله المقدسة . فلقد قال داود: ”أتمشى في رحب لاني طلبت وصاياك“ (مزمور ١١٩ : ٤٥) .والرسول يعقوب الذي كتب رسالته بعد موت المسيح يشير الى الوصايا العشر على أنها ”الناموس الملوكي“ و ”الناموس الكامل ناموس الحرية“ (يعقوب ٢ : ٨ ؛ ١ : ٢٥). والرائي الذي كتب بعد الصلب بنصف قرن ينطق بالبركة والطوبى على ”الذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة ويدخلوا من الابواب الى المدينة“ (رؤيا ٢٢ : ١٤). GC 508.2

ان الادعاء القائل ان المسيح بموته قد ألغى وأبطل شريعة أبيه هو ادعاء لا أساس له من الصحة . فلو كان من الممكن تغيير الشريعة أو طرحها جانبا لما كان من حاجة الى ان يموت المسيح لينقذ الانسان من قصاص الخطيئة . ان موت المسيح لا يلغي الشريعة بل يبرهن ثباتها وعدم تغييره ا. وابن الله قد أتى لكي ”يعظم الشريعة ويكرمها“ (اشعياء ٤٢ : ٢١) وهو الذ ي قال: ”لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس“. ”الى أن تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس“ (متى ٥ : ١٧ و ١٨). أما عن نفسه فيعلن قائلا: ”أن أفعل مشيئتك يا الهي سررت وشريعتك في وسط أحشائي“ (مزمور ٤٠ : ٨). GC 508.3