Go to full page →

مرض خطر يهاجم المصلح GC 98

وكاستاذ للاهوت في اكسفورد كان ويكلف يبشر بكلمة الله في قاعات الجامعة. وكان بكل امانة يعرض الحق امام طلابه حتى لقد حصل على لقب ”دكتور الانجيل“. لكنّ اعظم عمل قام به في حياته كان ترجمة الكتاب المقدس الى اللغة الانجليزية . وفي احد مؤلفاته الذي عنوانه ”حق الكتاب ومعناه“ عبر عن اعتزامه ان يترجم الكتاب حتى يتسنى لكل رجل في انجلترا ان يقرأ عن أعمال الله العجيبة في لغته التي وُلد فيها. GC 98.1

ولكن فجأة اوقفت اعماله . فمع انه لم يكن قد بلغ الستين من عمره فان عمله المتواصل ودراساته ومهاجمات اعدائه، كل ذلك أثر في صحته وقوته وجعله يشيخ قبل الاوان، ثم هاجمه مرض خطر، فسُرَّ الرهبان لهذا الخبر سرورا بالغا اذ ظنوا انه الآن سيعلن ندامته المرة على الشر الذي صنعه بالكنيسة، وأسرعوا الى حجرته ليصغوا الى اعترافه . فاجتمع حول سرير ذلك الرجل الذي ظُن انه في ها “ : دور الاحتضار م مثلون عن الرهبانيات الاربع مع اربعة ضباط مدنيين، فقالوا له نحن نرى لمسات الموت على شفتيك، فينبغي لك ان تندم على اخطائك، وفي اصغى ذلك المصلح الى اقوالهم وهو .” حضرتنا تنكر كل ما قلته للاضرار بن ا صامت، فلما كفوا عن الكلام امر غلامه ان يُرفع في فراشه، فاذ وقفوا منتظرين ان يسمعوا انكاره لتصريحاته الماضية حدَّق ببصره اليهم ثم قال بصوته القوي الثابت الذي طالما ارعبهم: ”لن اموت ولكني سأعيش لاعلن على الملأ مرة اخرى الشرور التي يرتكبها الرهبان“ (١٣)، فخرج الرهبان مهرولين وهم متعجبون وخجلون. GC 98.2