Go to full page →

الفصل السادس والعشرون—في كفرناحوم ML 225

لقد سكن يسوع في كفرناحوم في أثناء تنقلاته إلى هنا وهناك ، وصارت تدعى “ مدينته” وكانت تقع على شواطئ بحر الجليل بالقرب من حدود سهل جنيسارت الجميل ، إن لم تكن واقعة فيه بالفعل. ML 225.1

إن عمق انخفاض البحيرة يعطي للسهل المحيط بشواطئها طقس الجنوب اللطيف. في هذا السهل وفي أيام المسيح كانت تكثر أشجار النخيل والزيتون ، كما كانت توجد البساتين والكروم والحقول اليانعة والأزهار البديعة الناضرة بكثرة ، كانت تلك الأغراس تروى من ينابيع حية تنحدر من صخور الجبال . وكانت شواطئ البحيرة والتلال المحيطة بها على مسافة قريبة عامرة بالمدن والقرى ، و قوارب الصيد تملأ البحيرة . وفي كل مكان كنت ترى حركة ونشاطا. ML 225.2

كانت كفرناحوم نفسها مركزا ملائما لخدمة المخلص. فلكونها واقعة على الطريق العام الذي يربط دمشق بأورشليم ومصر وبمدن البحر الأبيض المتوسط فقد كانت جسرا عظيما للبلدان المجاورة ، وكان الناس القادمون من بلدان يمرون بهذه المدينة أو يلبثون فيها بعض الوقت للراحة من متاعب السفر جيئة وذهابا . ففي هذه المدينة أمكن ليسوع أن يلتقي بأناس كثيرين من كل الطبقات ومختلف الجنسيات ، فكان يقابل الأغنياء أو العظماء كما كان يتقابل مع الفقراء والمحتقرين ، فتناقلت الألسنة تعاليمه في بلدان كثيرة وعائلات عديدة . وكان هذا حافزا للناس على تفتيش أسفار الأنبياء ، فاتجهت الأنظار إلى المخلص وقدمت رسالته للعالم . ML 225.3

وبالرغم من الإجراءات التي اتخذها رجال السنهدريم ضد يسوع فقد كان الناس يتوقون إلى انتشار دعوته في كل الأماكن. وقد اهتمت السماء بكل من فيها بهذا الأمر اهتماما بالغا . وكان الملائكة يعدون الطريق لخدمته إذ كانوا يرفون على قلوب الناس ويجتذبونهم إلى المخلص. ML 225.4

وفي كفرناحوم كان ابن خادم الملك الذي كان المسيح قد شفاه شاهدا لقوته وسلطانه. وقد شهد رب تلك الأسرة وكل بيته بإيمانهم بكل سرور . فعندما علم الناس بأن المخلص نفسه في وسطهم تحركت المدينة كلها واحتشدت الجماهير حوله ، وامتلأ المجمع بالعابدين في يوم السبت ، واشتد الزحام حتى لقد اضطر كثيرون من الناس للعودة من حيث أتوا لأنهم لم يستطيعوا أن يشقوا لأنفسهم طريقا في وسط الزحام. ML 226.1