Go to full page →

القوة في ضبط النفس ML 279

“ طوبى للودعاء” (5 : 5). إن المشاكل التي علينا أن نواجهها يمكن للوداعة التي تخفي نفسها في المسيح أن تخفف كثيرا من شدتها . فإن كانت لنا وداعة السيد فإننا سنسمو فوق الإهانات والصدمات والمضايقات التي نتعرض لها كل يوم ، ولا تعود تلقي ظلالها المحزنة الكثيفة على أرواحنا . إن أسمى برهان على النبل في حياة المسيحي هو ضبط النفس . إن ذاك الذي يخفق في إظهار الروح الهادئة الواثقة ، اذ يكون تحت ضغط الإهانات أو القسوة ، يسلب الله حقه في أن يعلن فيه كمال صفاته الإلهية . إن تواضع القلب هو القوة التي تعطي النصرة لاتباع المسيح ، وهو علامة ارتباطهم بالمواطن البهية في السماء. ML 279.2

“لأن الرب عال ويرى المتواضع” (مزمور 138 : 6). إن أولئك الذين يظهرون وداعة المسيح وروحه المتواضع يعاملهم الله بكل رفق ومحبة . قد ينظر إليهم العالم بازدراء ولكن الله يقدرهم تقديرا عظيما . إنه ليس الحكماء ولا العظماء ولا المحسنون وحدهم الذين سيسمح لهم بدخول مواطن السماء المجيدة . وليس فقط العامل المجد الممتلئ غيرة ونشاطا الذي لا يعرف الراحة . كلا ، فإن المساكين بالروح الذين يتوقون إلى وجود المسيح معهم وفيهم ، ومتواضعي القلب الذين غايتهم القصوى هي أن يحملوا إرادة الله - هؤلاء سيعطى لهم دخول بسعة إلى الملكوت السماوي . وسيكونون ضمن أولئك الذين قد غسلوا ثيابهم وبيضوها في دم الخروف: “من أجل ذلك هم أمام عرش الله، ويخدمونه نهاراً وليلاً في هيكله، والجالس على العرش يحل فوقهم” (رؤيا 7 : 15). ML 279.3