Go to full page →

الحياة الأبدية مجانا للجميع ML 360

ومرة أخرى ناشد المسيح تلك القلوب القاسية المتمردة قائلا: “من يقبل إليّ لا أخرجه خارجاً” (يوحنا 6 : 37). وقال إن كل من قد قبلوه بإيمان لهم حياة أبدية ، ولن يهلك واحد منهم . لا حاجة للفريسيين والصدوقيين أن يجادل بعضهم بعضا عن الحياة العتيدة ، ولا حاجة للناس بعد أن ينوحوا في حزن يائس على موتاهم . “ هذه مشيئة الآب الذي أرسلني: أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئاً، بل أقيمه في اليوم الأخير” (يوحنا 6: 40). ML 360.4

لكن رؤساء الشعب تذمروا واستاءوا قائلين: “ أليس هذا هو يسوع ابن يوسف، الذي نحن عارفون بأبيه وأمه؟ فكيف يقول هذا: إني نزلت من السماء؟” (يوحنا 6 : 42). لقد حاولوا أن يثيروا التعصب حين أشاروا بكل احتقار إلى أصل يسوع الوضيع . وبكل ازدراء لمحوا إلى حياته كعامل جليلي ، وإلى عائلته الفقيرة الوضيعة . وقالوا إن ادعاءات هذا النجار غير المثقف ليست جديرة باهتمامهم . وبالنسبة إلى ميلاده الغامض لمحوا إلى أنه كان من أصل مشكوك فيه ، وهكذا صوروا ظروف ميلاده البشرية كأنها وصمة في تاريخه. ML 361.1

لم يحاول يسوع أن يوضح لهم سر ميلاده ، ولم يقدم جوابا عن شكوكهم في كونه قد نزل من السماء ، كما لم يجبهم بشيء عن تساؤلهم الخاص بعبوره البحر سيرا على الماء. كما أنه لم يوجه انتباههم إلى المعجزات التي قد انفردت بها حياته . إنه قبل طوعا أن يخلي نفسه آخذا صورة عبد . ولكن أقواله وأعماله كشفت عن حقيقته . غير أن كل من فتحت قلوبهم لقبول النور الإلهي ميزوه كما هو ممجدا “كما لوحيد من الآب، مملوءاً نعمة وحقاً” (يوحنا 1 : 14). ML 361.2

كان تعصب الفريسيين متأصلا فيهم إلى ما هو أعمق مما دلت عليه أسئلتهم إذ كان يغتذي من فساد قلوبهم. فكل كلمة نطق بها يسوع وكل عمل من أعماله أثار خصومتهم ، لأن الروح التي احتضنوها في قلوبهم لم تجد منه استجابة. ML 361.3

قال يسوع: “لا يقدر أحد أن يقبل إليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني، وأنا أقيمه في اليوم الأخير، إنه مكتوب في الأنبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله. فكل من سمع من الآب وتعلّم يقبل إليّ” (يوحنا 6 : 44، 45). لا يقدر أن يأتي إلى المسيح إلا أولئك الذين يستجيبون لجاذبية محبة الآب . ولكن الله يجتذب إليه كل القلوب ، أما الذين يقاومون جاذبيته فهم وحدهم الذين يرفضون المجيء إلى المسيح. ML 361.4