Go to full page →

والدا يسوع يفتقدانه ML 66

وفي أثناء ذلك كان يوسف ومريم في أشد حالات الضيق والحيرة. ففي عودتهما من أورشليم لم يقفا على أثر يسوع ، ولم يكونا يعلمان أنه قد تخلف في أورشليم . كانت البلاد حينئذ مزدحمة بالسكان وكانت القوافل القادمة من الجليل كبيرة جدا ، كما حدث كثير من التشويش في أثناء عودتهم من المدينة وإذ كان يوسف ومريم سائرين في الطريق انشغلت أفكارهما بفرحة السفر مع الأصدقاء والمعارف فلم يلاحظا تغيب يسوع - حتى أقبل الليل . فلما توقفا عن السير طلبا للراحة وكانا محتاجين لمساعدة المسيح لم يجداه وإذ ظناه بين الرفقة لم يكونا يحسان بأي قلق أو انزعاج . ومع حداثة سنه فقد كانا يثقان به ثقة كاملة وكانا ينتظران أنه عند الحاجة إليه لابد أن يخف إلى مساعدتهما إذ يعلم سلفا احتياجاتهما كما قد عودهما من قبل . أما الآن فقد ثارت مخاوفهما . لقد بحثا عنه بين كل أولئك الرفاق ولكن بلا جدوى . وبرعب شديد تذكرا كيف حاول هيرودس أن يهلكه في طفولته ، فامتلأ قلباهما بالتطيرات المزعجة ولاما نفسيهما بحزن مرير. ML 66.1

فلما رجعا إلى أورشليم استأنفا البحث عنه. وفي اليوم التالي إذ كانا يشتركان مع العابدين في الهيكل استرعى انتباههما صوت مألوف لديهما فلم يخطئاه إذ لم يكن هنالك صوت يشبه صوته الوقور الغيور ، وهو مع ذلك صوت مملوء عذوبة وجمالا. ML 66.2

لقد وجدا يسوع في مدرسة معلمي الشعب. ومع فرحهما بالعثور عليه لم يستطيعا نسيان حزنهما وجزعهما ، فلما اجتمع بهما ثانية قالت له أمه بصوت شاعت فيه نغمة التوبيخ: “يا بني ، لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك و أنا كنا نطلبك معذبين!” (لوقا 2 : 48). ML 66.3