Go to full page →

محاربة شريعة الله ML 725

وهناك خديعة أخرى كانت ستظهر . لقد أعلن الشيطان أن الرحمة تنتقص العدل وأن موت المسيح ألغى شريعة الآب . فلو أمكن تغير الشريعة أو إلغاؤها لما كانت هنالك حاجة لأن يموت المسيح . ولكن إلغاء الشريعة معناه تأييد الإثم وتخليده وإخضاع العالم لسلطان الشيطان . فلأن الشريعة لا يعتريها تغير أو تبدل ، ولأن الإنسان لا يمكنه أن يخلص بدون الطاعة لوصاياها . لهذا رفع يسوع على الصليب . ولكن الشيطان شوه نفس الوسيلة التي بها أثبت المسيح الشريعة ، قائلا إنها تنقضها . وهنا يبدأ آخر صراع في الحرب العظيمة بين المسيح والشيطان. ML 725.3

إن الشيطان يدعي أن الشريعة التي نطق بها الله بفمه مخطئة ، وأن هنالك شرطاً أغفل وألقي به جانبا . هذا هو الادعاء الذي يقدمه إبليس . وهذه هي آخر خدعة ينشرها في العالم . لا حاجة به إلى مهاجمة الشريعة بجملتها . فإذا أمكنه أن يسوق الناس إلى إهمال وصية واحدة فقد نال بغيته “لأن من حفظ كل الناموس، وإنما عثر في واحدة، فقد صار مجرماً في الكل” (يعقوب 2 : 10). فإذ يرضى الناس بكسر وصية واحدة يمسون تحت رحمة الشيطان . والشيطان يحاول أن يسود على العالم بكونه يبدل شريعة الله بوصايا الناس . هذا ما تنبأ عنه الأنبياء لقد أعلن عن السلطة المرتدة العظيمة التي تمثل الشيطان بهذا القول: “ويتلم بكلام ضد العلي ويبلي قديسي العلي، ويظن أنه يغيّر الأوقات والسنة، ويسلّمون ليده” (دانيال 7 : 25). ML 725.4

إن الناس بكل تأكيد سيضعون شرائعهم ليبطلوا شريعة الله وسيحاولون التحكم في ضمائر الآخرين ، وفي غيرتهم على تنفيذ شرائعهم سيقاومون بنى جنسهم. ML 726.1

إن الحرب التي أثيرت ضد شريعة الله والتي بدأت في السماء ستظل مستعرة إلى انقضاء الدهر . وسيمتحن كل إنسان . وعلى كل إنسان في العالم أن يحكم لنفسه فيما إذا كان سيسلك في سبيل الطاعة أو ينحرف إلى طريق العصيان ، وعلى الجميع أن يختاروا إما شريعة الله أو شرائع الناس وسيكون هنالك فاصل يفصل بين الفريقين . ولن يكون أكثر من فريقين ، وستنكشف أخلاق كل إنسان . وسيبرهن كل واحد إما على أنه قد أختار طريق الولاء أو طريق العصيان. ML 726.2