“وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرية بيت حسدا لها خمسة أروقة. في هذه كان مضطجعاُ جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقعون تحريك الماء” (يوحنا 5 : 2 و 3). ML 178.1
كانت مياه هذه البركة تتحرك أحيانا ، وقد ساد الاعتقاد آنئذ أن هذا يحدث نتيجة تدخل قوة فائقة الطبيعة ، وأن من ينزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه ، فزار ذلك المكان مئات من المرضى. ولكن عند تحريك الماء كان جمهور كبير من المرضى يندفعون إلى البركة ، وفي شدة اندفاعهم كانوا يدوسون تحت أقدامهم الرجال والنساء والأطفال الذين هم أضعف منهم ، كما كان كثيرون عاجزين عن الوصول إلى البركة . وكثيرون ممن نجحوا في الوصول إليها ماتوا على حافتها . وقد أقيمت بعض الأروقة حول البركة ليحتمي فيها المرضى من حر النهار وبرد الليل . وكان بعض الناس يقضون الليل يزحفون من تلك الأروقة إلى حافة البركة يوما بعد يوم مؤملين عبثا في الشفاء. ML 178.2
لقد ذهب يسوع إلى أورشليم مرة أخرى ، وإذ كان يتمشى وحده كأنما كان يتأمل ويصلي أتى إلى البركة ، فرأى أولئك المرضى المساكين وهم يتوقعون تحريك الماء الذي بدا كأنه أملهم الوحيد في الشفاء. وكان يتوق إلى استخدام قوته الشافية لشفاء كل المرضى. ولكن ذلك اليوم كان يوم سبت ، وكان كثيرون في طريقهم إلى الهيكل لأجل الصلاة ، وكان يسوع يعرف أن إجراء قوة الشفاء في ذلك اليوم سيثير تعصب اليهود حتى أنهم سيوقفونه عن العمل. ML 178.3