Go to full page →

متعلمون من الله SM 196

إن الشبيبة لا يمسون ضعاف العقول أو عادمي الكفاءة بتكريسهم ذواتهم لخدمة الله. يرى الكثيرون أن التثقيف يعني معرفة الكتب، لكن “رأس الحكمة مخافة الرب”. إن أصغر ولد يحب الله و يخشاه هو في نظره تعالى أعظم من الرجل الذي مع كونه على أعظم جانب من الثقافة و الذكاء يهمل أمر خلاص نفسه. فالشبيبة الذين يكرسون قلوبهم و حياتهم لله يضعون أنفسهم على اتصال بمصدر كل حكمة وجود. SM 196.1

لو أن الشبيبة فقط يتعلمون من المعلم الإلهي شأن ما فعل دانيال لأدركوا لأنفسهم أن مخافة الرب هي بالفعل رأس الحكمة، و هم إذ يضعون أساساً أميناً ثابتاً كهذا، يصبح بمقدورهم، مثل دانيال، أن يستغلوا كل فرصة وامتياز لعمل الأفضل و يرتقوا إلى قمة التحصيل الذهني، و إذ يقدسون ذواتهم لله و يحظون برعاية نعمته و تأثير روحه المحيي، يظهرون قوة فكرية أعمق مما لأهل العالم. SM 196.2

إن تحصيل العلم بالطريقة التي بها يفسره و يحدده العالم إنما هو تحصيل لعلم زائف، أما التعلم من الله و من يسوع المسيح الذي أرسله فمصدره كلمة الله. إن الأنقياء القلب يرون الله في كل بادرة من بوادر عنايته و في كل صورة من صور الثقافة الصحيحة، و يميزون الومضة الأولى من النور المشرق من عرش الله. و الذين يلمحون القبس الأول من أشعة المعرفة الروحية تجرى لهم اتصالات من السماء. SM 196.3

على الطلاب في مدارسنا أن يعتبروا معرفة الله فوق كل ما عداها، و هذه المعرفة لا يمكن تحصيلها إلا بدرس الكتاب المقدس، “فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء و أرفض فهم الفهماء... لأن جهالة الله أحكم من الناس. و ضعف الله أقوى من الناس... و منه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله و براً و قداسة و فداء. حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب” — (ج: 24 تشرين الثاني — نوفمبر 1903). SM 197.1

* * * * *