إن الذين على قد الإمكان يشغلون أنفسهم في عمل فعل الخير للآخرين بإظهار إهتمامهم بشكل عملي — هؤلاء لا يعملون على التخفيف من ويلات المتألمين بإعانتهم على تحمل أثقالهم فحسب، بل يؤدون في الوقت نفسه خدمة أعظم لصحتهم هم النفسية و الجسدية. فعل الخير عمل يعود بالنفع على مسديه و المسدى إليه كليهما. إذا كنتم تنسون الذات في اهتمامكم بالآخرين تحرزون نصراً على ضعفاتكم. و إن ما تشعرون به من استكفاء في عمل الخير سيساعدكم إلى حد عظيم في استعادة صفاء ذهنكم. SM 215.2
إن السرور الناتج عن فعل الخير ينعش العقل و ينشطه و يملأ جوانح النفس كلها. و بينما تكون وجوه فاعلي الخير تطفح بشراً، و بينما يعبر محياهم عما لعقولهم من سمو أدبي، يستبد بالأنانيين البخلاء الغم و انكسار الخاطر و الكآبة. و على محياهم ترى عيوبهم الأخلاقية، لأن الأنانية و محبة الذات قد طبعتا صورتهما على الإنسان الخارجي. SM 215.3
إن من تعتمل فيه روح فعل الخير النزيهة إنما هو شريك في الطبيعة الإلهية و عارب من الفساد الذي في العالم بالشهوة، بينما الأناني و البخيل قد أمعنا في أنانيتهما حتى أفقدتهما عواطفهما الإجتماعية، فغدا محياهما بعكس صورة العدو الساقط بدلاً من الطهارة و القداسة — (2 ه : 534). SM 216.1
* * * * *