Go to full page →

بركة العمل SM 217

السعادة الحقة إنما هي في أن تكون صالحاً و تعمل الصالح. و أن أنقى و أسمى متعة إنما يحرزها الذين يؤدون واجباتهم المقررة بأمانة. و ليس عمل أمين محقراً. إن الكسل الكريه هو الذي يقود الناس إلى إحتقار واجبات الحياة اليومية البسيطة. والامتناع عن أداء هذه الواجبات يتسبب في نقص عقلي و خلقي لا بد أن يشعر به صاحبه يوماً بقوة. ويأتي وقت في حياة الكسول المتراخي يبرز فيه عيبه جلياً واضحاً، وفي سجل حياته تكتب الكلمات: مستهلك، و لكن غير منتج. SM 217.1

بإمكان المرء أن يتعلم دروساً نافعة روحية من كل حرفة في الحياة، فالذين يفلحون الأرض، إذ يعملون، يدرسون معنى الكلامات: “أنتم فلاحة الله”. بذور الحق يجب أن تزرع في القلب البشري حتى تأتي الحياة بثماؤ الروح الجميلة. و طابع الله على العقل ينبغي أن يصوغه في إتساق بديع. و القوى الخشنة، سواء منها الجسمية أو العقلية، يحب تدريبها لأجل خدمة السيد... SM 217.2

لقد أسند المسيح عمل الخدمة إلى الجميع. إنه ملك المجد، و مع ذلك قال: “ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليَخدم”. إنه بهاء السماء و مع ذلك ارتضى طائعاً أن يأتي إلى هذه الأرض ليعمل العمل الذي وكله الآب إليه. لقد شرف العمل، و عمل بيديه في حانوت نجار لكي يترك لنا مثالاً في الأمانة في العمل، و قام بدوره في إعالة الأسرة. لقد أدرك أنه كان جزءاً من العائلة فحمل عن طيب خاطر نصيبه من أعبائها. SM 218.1