Go to full page →

الثقافة التي يتم تحصيلها على حساب الصحة SM 248

ينصب بعض الطلاب على دراساتهم انصباباً، و يصرفون كل همهم إلى تحصيل العلم، يشغلون الدماغ و يتركون القوى الجسمية في حالة من الركود و الخمول، فيجهد الدماغ و يعيى، أما العضلات فتضعف من قلة الرياضة. و حين يتخرج هؤلاء الطلاب يكون من الواضح أن ما أحرزوه من ثقافة قد أحرزوه على حساب الحياة. فلقد انكبوا على الدرس ليل نهار، و سنة بعد سنة، و هم يواصلون إجهاد عقولهم بينما أغفلوا تمرين عضلاتهم بما فيه الكفاية... SM 248.2

و غالباً ما تستسلم الفتيات أنفسهن للدرس إلى درجة يغفلن معهاً فروعاً أخرى من الثقافة هن إليها أحوج في حياتهن العملية من دراسة الكتب، و متى أكملن دراستهن يلقين أنفسهن في الغالب و قد ألمّ بهن من العاهات ما يلازمهن مدى الحياة. فلقد أهملن صحتهن بملازمتهن الغرفة أكثر من اللازم، محرومات من الهواء النقي و أشعة الشمس اللذين هما من نعم المولى. كان مقدراً لهؤلاء الفتيات اللذين أن يتركن المدرسة موفوات الصحة لو أنهن قرّرن دراستهن بالأشغال المنزلية و الرياضة في الهواء الطلق. SM 249.1

الصحة كنز لا يثمن، إنها أعظم قنية يقتنيها بشر، أما الغنى أو الكرامة أو العلم فإنها تكلف غالياً إذا كان تحصيلها على حساب الصحة، و ليس بمقدور أي من هذه المكاسب الثلاثة أن يوفر للمرء السعادة دون أن يكون مقترناً بالصحة — (ز: 285 و 286). SM 249.2

* * * * *