على كل فتاة، قبل إقدامها على الزواج، على تفحص في أمر هذا الذي أزمعت على ربط مصيرها به، هل هو جدير لها؟ كيف كانت سيرته الماضية؟ هل حياته نقية؟ هل ما يبديه من حب هو حب شريف طاهر أم هو هوى عاطفي عابر؟ هل له من الخلال الحميدة ما يجعلها سعيدة في الحياة؟ أتستطيع هي أن تجد في حبه السلام و الفرح الحقيقيين؟ هل يتيح لها الاحتفاظ بشخصيتها، أم هل يتوجب عليها أن تخضع لسلطانه فكرها و وجدانها؟ إنها، بوصفها تلميذة للمسيح، ليست لنفسها لأنها قد اشتريت بثمن، فهل يكون بمقدورها أن تستجيب لمطاليب المسيح و تكرمها على اعتبار أنها الأعظم و الأسمى؟ هل يمكنها حفظ جسدها و نفسها و أفكارها و مقاصد طاهرة و مقدسة؟ تلك أسئلة لها أهميتها البالغة بالنسبة لخير كل فتاة مرشحة للزواج. SM 461.3
يحتاج البيت إلى الديانة، لأنها هي وحدها تحول فيه دون ارتكاب الأخطاء الفظيعة المؤلمة التي غالباً ما تقوض هناء الحياة الزوجية. إنما حيث يملك المسيح فهناك الحب العميق الصادق القائم على إنكار الذات، هناك يتحد قلبان و تأتلف نفسان، هناك يحل الملائكة الأطهار ضيوفاً، حيث يقدسون بسهرهم و صلاتهم مخدع الزواج، فتنتفي منه الشهوات السافلة و اللذات الدنيئة، و إلى الله في علاه تتجه الأفكار و العواطف، و نحوه تصعد التضرعات و الابتهالات. SM 462.1