تتألف كنيسة الله من أوان كبيرة و صغيرة، و الرب لا يطلب شيئاً غير معقول، فهو لا ينتظر من الإناء الصغير أن يستوعب محتويات الإناء الأكبر منه، بل نتظر أن يكون استجابة الإنسان بنسبة ما عنده لا بنسبة ما ليس عنده من إمكانيات. أبذل جهدك، و سيقبل الله منك هذا المجهود. إبدأ بأداء أقرب الواجبات إليك، وانجزه بأمانة و سيحظى عملك بقبول السيد قبولاً تاماً. لا تدع رغبتك في القيام بعمل عظيم تصرفك عن أداء ما ينتظرك من الواجبات الصغيرة. SM 96.1
إحذر من أن تهمل الصلاة الانفرادية و درس كلمة الله، فهذان هما سلاحك الذي تحارب به ذاك الذي يعمل جاهداً على إعاقة سيرك نحو السماء. إن أول إهمال منك للصلاة و درس الكلمة يجعل الإهمال الثاني أسهل، و أن أول مقاومة منك لتوسلات الروح تمهد الطريق لمقاومة ثانية، و بذلك يتقسى القلب و يعتل الضمير. SM 96.2
و تجد، من الجهة الأخرى، أن كل مقاومة للتجربة تسهل أمر هذه المقاومة، و كا إنكار للنفس ييسر أمر هذا الإنكار، و كل انتصار يتم إحرازه يمهد السبيل لانتصار آخر. إن كل مقاومة للتجربة و كل انكسار للنفس و كل انتصار على الخطية هي بذور نزرعها إلى حياة أبدية. و كل عمل منزه عن الأنانية هو قوة جديدة للحياة الروحية. و ليس بوسع أحد أن يسعى ليكون مثل المسيح دون أن ينمو متزايداً في النبل و الصدق. SM 96.3