Go to full page →

الإتحاد مع المسيح SM 119

إن اتحاداً يقام مع المسيح بالإيمان الحي هو اتحاد ثابت راسخ، و كل ما عداه زائل فانٍ. المسيح أولاً اختارنا و فدانا بثمن لا حد له، و المؤمن الحق يختار المسيح، جاعلاً إياه الأول و الآخر و الأفضل في كل شيء. غير أن هذا الإتحاد يكلفنا بعض الشيء، إنه اتحاد فيه اتكال كلي، و يدخل فيه المرء عالي الجبين، و يكون عليه أن يشعر بحاجته إلى دم المسيح الكفاري، كما لا بد له من تغيير قلبه وإخضاع إرادته لمشيئة الله و مجاهدة صعاب في الخارج و الداخل، كما سيضطر إلى مواجهة عملية فصل مؤلمة، و عملية وصل أيضاً، ذلك لأننا إن أردنا الاتحاد مع المسيح فلا بد لنا، عندئذ، من التغلب على الكبرياء و الأنانية و الغرور و محبة العالم و الخطية في كل أشكالها. أن السبب الذي من أجله يجد الكثيرون أن الحياة المسيحية جافة بشكل محزن، و إن المسيحيين متقلبون متلونون هو أنهم (المسيحيين) يحاولون وصل أنفسهم بالمسيح دون أن ينفصلوا أولاً عن هذه الأصنام المحببة إليهم. SM 119.2

إن الإتحاد مع المسيح، بعد أن يتم الدخول فيه، يمكن الحفاظ عليه فقط بالصلاة الحارة و المجهود الذي لا يكل. يجب أن نقاوم النفس و ننكرها و نتغلب عليها، و سيكون بإمكاننا، بنعمة المسيح و بالشجاعة والإيمان و السهر، أن نحرز الإنتصار — (5 ه : 231). SM 120.1

* * * * *