والكتاب المقدس,كوسيلة للتدريب العقلي, أشد تأثيرا من أي كتاب آخر, أو كل الكتب الأخرى مجتمعة. فسمو مواضيعه, وبساطة أقواله الجليلة, وجمال تشابيهه, تحيي الأفكار وترفعها, كما لا يستطيع ذلك أي شيء آخر. وإنه لا دراسة أخرى يمكنها أن تمنح قوة عقلية فائقة مثلما يمنح السعي لفهم حقائق الوحي العجيبة, إذ العقل الذي يتصل باللامحدود بهذه الطريقة لا يمكن إلا وأن يتسع ويتقوى. CCA 442.1
وما هو أعظم من هذا أيضا هو قوة الكتاب المقدس على إنماء الطبيعة الروحية, لأن الإنسان خلق ليكون بصحبة الله, وبهذه الصحبة لا سواها يستطيع أن يجد حياته الحقة ونموه الكامل. كما أنه خلق ليجد في الله فرحه الأسمى, حيث لا يستطيع أن يجد في أي شيء آخر ما يهديء أشواق القلب ويشبع جوع الروح ويروي عطشها. فمن يدرس كلمة الله بإخلاص وروح قابلة للتعلم, طالبا إدراك حقائقهاو سينتهي إلى الإتصال بمنشئها. ولا يكون هناك حد لإمكانيات نموه وتطوره ما لم يختر هو غير ذلك. CCA 442.2
احفظ عن ظهر قلب ما يقترن بالدرس من الآيات الكتابية, لا كعمل مفروض, بل كإمتياز. والذاكرة مع انها تصطدم, بصعوبة أول الأمر, إلا أنها ستتقوى بالتمرين, CCA 442.3
حتى أنك, بعد حين, ستبتهج بإختزان أقوال الحق وستجد أن العادة معوان قيم للغاية على النمو الروحي. CCA 443.1