البعض من شعبنا, بينما يمتعون بضمير صالح عن تناول غير الصحي من الطعام, يهملون تزويد أنفسهم بما يلزم من العناصر الغذائية اللازمة لإعالة أجسامهم. والذين يتطرفون في أمر الإصلاح الصحي هم في خطر من أن يقدموا على اعداد أطعمة تفتقر إلى النكهة الطيبة, فتكون من التفاهة وانعدام الطعم بحيث لا ترضيهم. ينبغي أن يعد الطعام بحيث يكون مثيرا للقابلية ومغذيا أيضا, فلا يجرد إليه الجسم. استعمل أنا بعض الملح, وأقتنيه دائما. فالملح غير ضار هو, بالفعل, جوهري للدم. ينبغي جعل طعم الخضر سائغا بأن يضاف إليها قليل من الحليب أو القشدة ( كريما ) أو ما يماثلها. CCA 511.1
ولئن أعطيت تحذيرات من أخطار الأمراض التي تتسبب فيها الزبدة, وشر الإكثار من تقديم البيض للصغار, فلا ينبغي لنا أن نعتبر استعمال البيض الذي نحصل عليه من دجاج اعتني به وغَّذي جيدا, على أنه انحراف عن المبدأ. إن في البيض خواص هي عوامل علاجية في مقاومة أمراض معينة. CCA 511.2
البعض, إذ يمتنعون عن تعاطي الحليب والبيض والزبدة, لا يزودون الجسم بالغذاء اللازم, فيمسون, بالتالي, ضعافا ولا قوة لهم على العمل, وهكذا يلصقون العار بعمل الإصلاح الصحي, فالعمل الذي حاولنا بناءه مكينا, تشوشه أمور غريبة لم يأمر الله بها, فتغدو قوى الكنيسة كسيحة. غير أن الله سيتدخل ليمنع حدوث نتائج هذه الآراء التي هي غيروة أكثر مما يجب. ان من شأن الإنجيل أن يلائم ما بين البشر, من شأنه أن يأتي بالأغنياء والفقراء معا إلى قدمي يسوع. CCA 511.3
سيأتي الوقت الذي فيه نمتنع عن تناول بعض ما نتناوله الآن من طعام, مثل الحليب والبيض والقشدة ( الكريما ), غير أنه ليس من الضروري أن نربك أنفسنا بأمر الإمتناعات المتطرفة السابقة الأوان, بل لننتظر حتى تستدعي الظروف ذلك, ويهيء الرب الطريق لها. CCA 512.1
والذين يبتغون النجاح في المناداة بمباديء الإصلاح الصحي يلزمهم أن يتخذوا من كلمة الله قائدا لهم ومرشدا, وما لم يفعل قادة الإصلاح الصحي هذا الأمر, لا يمكن أن تتم جهودهم. علينا ألا نسيء, مطلقا, إلى الإصلاح الصحي عن طريق امتناعنا عن استعمال الطعام الصحي السائغ الطعم عوضا عن الأطعمة الضارة التي قد نبذناها. لا تعمل, بأي طريقة كانت, على تشجيع القابلية للمنبهات. كل, فقط, الطعام البسيط الصحي, وأشكر الله دائما على مباديء الإصلاح الصحي. وفي كل الأشياء كن صادقا ومستقيما, وستحرز انتصارات باهرة. CCA 512.2