للشاي مفعول منبه وهو, إلى حد ما, يفضي إلى التخدير, ومثل ذلك أيضا مفعول القهوة وكثير غيرها من المشروبات الشائعة المماثلة. وأول تأثيراتها أنها تبعث البهجة, فأعصاب المعدة تهيج, وهذه تنقل تهيجا إلى الدماغ, والدماغ يستثار بدوره ليعطي مزيدا من العمل للقلب, ونشاطا قصير الأمد للجسم كله, فينسى الإعياء, ويبدو أن القوة قد إزدادت, وتوقظ الذاكرة, وتغدو المخيلة أوفر نشاطا. CCA 525.1
هذه النتائج تحمل الكثيرين على الظن أن ما يتناولونه من شاي أو قهوة نافع لهم. غير أن هذا خطأ. الشاي والقهوة لا يغذيان الجسم, فتأثيرهما يتم قبل أن يكون هناك وقت للهضم أو التمثل, وأن ما يتراءى أنه قوة ليس يوى تهيج عصبي. وما ان يذهب مفعول المنبه حتى تخمد القوة غير الطبيعية, فيعود المرء إلى ما كان عليه من استرخاء ووهن . CCA 525.2
والإستمرار في تعاطي مهيجات الأعصاب هذه. يعقبه الصداع, والأرق, وخفقان القلب, وعسر الهضم, والرعشة, وشرور أخرى كثيرة, مما يستنزف قوى الحياة. إن ما تحتاج إليه الأعصاب المتعبة هو الراحة والهدوء وليس اثارتها وابهاظها بالعمل. CCA 525.3
لقد انزلق البعض إلى الوراء, وعبثوا بالشاي والقهوة. فالذين يتعدون قوانين الصحة تنطمس أذهانهم, ويتعدون ناموس الله. CCA 526.1