لقد طبع المسيح في أذهان تلاميذه أن صلواتهم ينبغي أن تكون قصيرة كعبرةعن ارادتهم فقط ليس إلا. بين لهم طول صلواتهم وجوهرها, إذ خي تعبير منهم عن رغباتهم في البركات الزمنية والروحية. وشكرهم عليها. يا لشمول وإيجاز تلك الصلاة النموذجية,انها تشمل حاجات الجميع. يكفي دقيقة واحدة أو دقيقتان لأي صلاة عادية. قد تكون هناك حالات تأتي فيها الصلاة مدفوعة بروح الله بصورة خاصة, حيث يقام الإبتهال في الروح, وتصير النفس معذبة تئن طالبة الله, وتجاهد الروح جهاد يعقوب, و تهدأ دون اظهارات خاصة من ثوة الله. هذا ما يريده الله منها. CCA 548.1
غير أن كثيرين يرفعون صلواتهم باسلوب وعظي جاف. هؤلاء يصلون إلى الناس, لا إلى الله. لو كانوا يصلون إلى الله, وفهموا حقا ما هم فاعلون لارتعبوا لوقاحتهم, لأنهم إنما يلقون خطبة على الرب في شكل صلاة, كما لو كان خالق الكون محتاجا إلى تعليمات خاصة في مسائل عامة متعلقة بأمور سائدة في العالم. إن صلوات كهذه هي جميعها كثل محاس يطن أو صنج يرن, ولا اعتبار لها في السماء. وإن ملائكة الله قد برموا بها وتعبوا منها, وكذلك أيضا الناس الذين يضطرون للإصغاء إليها. CCA 548.2
كان يسوع أحيانا كثيرة يوجد مصليا. كان يأوى إلى الغابات المنعزلة أو إلى الجبال ليسكب طلباته أمام أبيه. عند انتهاء أعمال النهار ومشاغله والتجاء المتعبين إلى الراحة كان يسوع يكرس وقته للصلاة. لسنا نريد أن نشجع على عدم الصلاة, إذ ان ما يرفع إلى الله من صلوات وما هنالك من صحو لها قليل إلى أبعد حد. وأقل من ذلك, الصلوات التي تقام في الروح وفي الذهن أيضا. الصلاة الحارة المؤثرة مناسبة دائما, ولا تتعب اطلاقا. بل تسر وتنعش محبي العبادة كلهم. CCA 548.3
الصلاة الإنفرادية مهملة, وهذا ما يجعل الكثيرين يقدمون صلوات هكذا طويلة مضجرة وفاترة حين يجتمعون ليعبدوا الله. يراجعون في صلواتهم اسبوعيا من الواجبات المهملة, ويطوفون بها حول العالم, أملا في التعويض عما سلف منهم من إهمال, واسكات ضمائرهم المنخوسة التي تقرعهم. يرجون أن تنيلهم صلواتهم حظوة لدى الله, غير أن هذه الصلوات أحيانا كثيرة تهوي بعقول أخرى إلى مستواهم الوضيع في الظلمة الروحية. لو أن المسيحيين يقبلون تعاليم المسيح حول السهر والصلاة لكانوا أكثر تعقلا في عبادتهم لله. CCA 549.1