لندرس كلمات المسيح التي نطق بها في العلية عشية يوم صلبه. كان يقترب من ساعة تجربته, وسعى ليعزي تلاميذه الذي كانوا سيجربون ويمتحنون بقساوة شديدة. CCA 628.2
لم يكن التلاميذ قد أدركوا بعد كلمات المسيح بخصوص علاقته بالله. وكان كثير من تعاليمه لم يزل غامضا عليهم. وقد طرحوا أسئلة كثيرة أعلنت جهلهم لعلاقة الله بهم وبمصالحهم الحاضرة والمستقبلة. لقد أراد المسيح أن يكون لهم عن الله معرفة أوضح وأكثر جلاء. CCA 628.3
عندما انسكب الروح القدس على التلاميذ في يوم الخمسين أدركوا الحقائق التي سبق فذكرها المسيح في أمثال. والتعاليم التي كانت مبهمة في نظرهم أصبحت واضحة. والمعرفة التي جاءتهم مع انسكاب الروح جعلتهم يخجلون من نظرياتهم السخيفة. فإن اقتراحاتهم وتفسيراتهم اعتبرت جهالة عند مقارنتها بالمعرفة عن الأمور السماوية التي حصلوا عليها الآن. لقد قادهم الروح وأنار النور معرفتهم التي كانت مرة ظلمة. CCA 628.4
أما التلاميذ فلم يكونوا قد حصلوا بعد على اتمام وعد المسيح لهم بالتمام. لقد حصلوا على كل ما أمكنهم احتماله من المعرفة عن الله. أما إتمام وعد المسيح كاملا بأن يعلن لهم الآب بوضوح فكان حادثا مستقبلا, ولم يزل كذلك اليوم, إذ أن معرفتنا عن الله هي جزئية وغير كاملة, ولكن متى انتهى الصراع واعترف الإنسان يسوع المسيح أمام الآب بعماله الأمناء الذين شهدوا له بأمانة في عالم أثيم سيدركون عندئذ بوضوح, المور التي هي الآن أسرار بنظرهم. CCA 628.5
ذهب المسيح إلى الديار السماوية محتفظا بناسوته الممجد, وهو يعطي للذين يقبلونه سلطانا أن يصيروا أولاد الله, حتى يقبلهم الله أخيرا كخاصته, ليمكثوا معه خلال الدهر الأبدية. فإذا كانوا أمناء في هذه الحياة فإنهم في النهاية ” سينظرون وجهه. واسمه على جباههم. “ ( رؤيا 22 : 4 ). وهل من سعادة السماء إلا في رؤية الله ؟ وأي فرح يمكن أن يأتي للخاطيء المخلص بنعمة المسيح أعظم من أن ينظر إلى وجه الله ويعرفه أباً ؟ CCA 629.1