Go to full page →

دُروسّ مِن الحيَّاة Tr 119

أن المعلم العظيم جعل سامعيه يحتكون بالطبيعة حتى يمكنهم أن يستمعوا الى الصوت الذي يتحدث في كل الخلائق . واذ صارت قلوبهم رقيقة وعقولهم واعية اعانهم على تفسير التعليم الروحي للمشاهد التي وقعت عليها انظارهم . فالأمثال التي أحب بواسطتها أن يعلم دروس الحق ترينا كم كانت روحه متفتحة لمؤثرات الطبيعة وكيف ´سر بأن يجمع التعليم الروحي من بيئة الحياة اليومية Tr 119.1

فطيور السماء وزنابق الحقل والزارع والبذار والراعى والخراف _ بهذه شرح المسيح الحق الخالد . وقد أستخرج أمثلة ايضا من احداث الحياة ، وحقائق الاختبار المألوفة لدى السامعين _ كالخميرة والكنز المخفى واللؤلؤة وشبكة الصيد والدرهم المفقود والابن الضال والبيت المبني على الصخر والآخر المبنى على الرمل . ففي دروسه كان يوجد شيء يهم كل عقل ويمس كل قلب ، وهكذا بدلا من إن يكون الواجب اليومي شوطا من الكدح مجردا من الأفكار السامية استنار وسما بالمذكرات الدائمة لما هر روحي وغير منظور Tr 119.2

هكذا يجب علينا أن نعلم . فليتعلم الاطفال ان يروا في الطبيعة تعبيرا عن محبة الله وحكمته ، وليقترن الفكر عنه بالطير والزنبقة والشجرة ، ولتصر الأمور المنظورة أمامهم مفسرة لغير المنظور، ولتصر احداث الحياة وسائل للتعليم الالهي Tr 120.1

‏واذ يتعلمون أن يدرسوا الدروس هكذا فى كل الخلائق وفى كل اختبارات الحياة بينوا لهم أن نفس النواميس التى تحكم أمور الطبيعة واحداث الحياة بجب أن تسيطر علينا ، وإنها قد أعطيت لاجل خيرنا ، وانه فى اطاعتها فقط يمكننا ان نجد السعادة والنجاح الحقيقيين Tr 120.2