(يعتمد هذا الفصل على ما جاء في لوقا ١٦: ١٩-٣١).
يرينا المسيح في مثل الغني ولعازر أنّ الإنسان يقرر مصيره الأبدي في هذه الحياة. وفى أثناء فرصة الإمهال تُقدَّم نعمة الله لكل نفس. ولكن إذا أنفق الناس الفرص المقدمة لهم وأضاعـوها في إرضــاء الـذات فإنهم يفصلون أنفسهم من الحياة الأبدية. ولن تُعطى لهم فرصة إمهال أخرى. فإنهم بمحض اختيارهم قد أثبتوا هوَّة لا تُعبر بينهم وبين الله. COLAr 236.1
هذا المثل يرسم لنا الفرق بين الأغنياء الذين لم يجعلوا الله معتمدهم والفقراء الذين قد جعلوا الله سندهم. والمسيح يرينا أنّه قريبا سيأتي الوقت الذي فيه سينعكس مركز كل من الفريقين. فالذين هم فقراء في خيرات هذا العالم ومع ذلك يثقون بالله ويصبرون على الآلام والشدائد سيرتفعون يوما ما ويتمجدون فوق من يحتلون الآن أسمى المراكز التي يمكن للعالم أن يمنحها ومع ذلك لم يسلموا حياتهم لله. COLAr 236.2
قال المسيح: « كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا. وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ، وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ » (لوقا ١٦: ١٩-٢١). COLAr 236.3
لم يكن الرجل الغني ينتمي إلى الفريق الذي يمثله قاضي الظلم الذي كان يجـاهر باحتقـاره لله وللناس. فقد كان يَّدعي أنّه ابن لإِبْرَاهِيم. وهو لم يقسُ في معاملته للمسكين ولا طلب منه أن ينصرف عن بيته لأنّ منظره كريه. فإذا كان الفقراء الذين تعافـهم النفس تعزّوا عندما شـاهدوه وهو داخل أبوابه فقد كان الرجل الغني راغبا في بقائه. ولكنّه كان إنسانا أنانيا لا يكترث لحاجات أخيه المتألم. COLAr 237.1
لم تكن توجد في ذلك الزمان مستشفيات يُعنى فيها بالمرضى. وكان المتألمون والفقراء يجلبون إلى انتباه من قد استأمنهم الربّ على المال حتى يمكنهم أن يحصلوا على العون والعطف منهم. وهكذا كان الحال مع المسكين وهذا الغني كان لعازر في أشد الحاجة إلى المعونة لأنّه لم يكن له أصدقاء ولا بيت ولا مال ولا طعام. ومع ذلك فقد سُمح له بأن يظل على هذه الحال يوما بعد يوم، في حين أن ذلك الشريف الغني كانت كل حاجاته مكفولة. فذاك الذي كانت له كل القدرة على أن يخفّف آلام واحد من بني جنسه عاش لنفسه كما يفعل كثيرون اليوم. COLAr 237.2
يوجد اليوم بالقرب منا كثيرون من الجياع والعراة والمشردين. فإهمالنا في اقتسام مواردنا مع هؤلاء الفقراء المتألمين يثقّل كواهلنا بجرم عظيم ستخيفنا مواجهته يوما ما. إنّ كل طمع محكوم عليه بأنّه عبادة أوثان. إنّ كل انغماس أناني هو إثم في نظر الله. COLAr 237.3
لقد جعل الله الرجل الغني وكيلا له على أمواله، وقد كان الواجب يقتضـيـه أنْ يهتـم بحالات أمثال ذلك الشـحاذ. لقد صـدر هذا الأمـر من الله: « فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ » (تثنية ٦: ٥)، « تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ » (لاويين ١٩: ١٨). كان الغني يهوديا وكان عارفا أمر الله ولكنه نسي أنه مسؤول عن كيفية استخدام الوسائل والإمكانيات المودعة عنده. لقد أغدق الله بركاته عليه بغنى، ولكنه استخدمها لنفسه ليكرم نفسه لا ليكرم خالقه. فبنسبة أمواله الكثيرة كان ملتزما أن يستخدم تلك الأموال في رفع شأن الإنسانية. هذا كان أمر الرب، ولكن الغني لم يكن يفكر في التزامه نحو الله. كان يقرض المال وكان يتقاضى الربا عما أقرضه، ولكنه لم يقدم أي فائدة عما أقرضه الله إياه. كانت عنده معرفة ومواهب ولكنه لم يحسن استخدامها. وإذ نسي مسؤوليته لله كرّس كل قواه للمسرات. فكل ما كان محاطا به من جولات تسلياته ومديح أصدقائه وتمليقاتهم خدمت تمتّعه الأناني. لقد كان مستغرقا في مجتمع أصدقائه بحيث أضاع كل شعور بمسؤوليته في التعاون مع الله في خدمة رحمته. كانت لديه فرصة لفهم كلمة الله والعمل بتعاليمها، ولكن المجتمع المحب للذات والمسرّات الذي اختاره شغل وقته بحيث نسي الإله السرمدي. COLAr 237.4
ولكن جاء الوقت الذي حدث فيه تغيير في حالة ذينك الرجلين. كان المسكين يتألم يوما بعد يوم ولكنه احتمل آلامه بصبر وهدوء. وبمرور الوقت مات ودُفن. ولم يكن هناك من ينوح عليه، ولكنه بصبره واحتماله شهد للمسيح وصمد أمام امتحان إيمانه وعند موته يُصَّور على أن الملائكة قد حملته إلى حضن إِبْرَاهِيم. COLAr 238.1
إنّ لعازر يرمز إلى الفقراء المتألمين المؤمنين بالمسيح. فعندما يضرب البوق ويسمع جميع من في القبور صوت المسيح ويخرجون سينالون جزاءهم لأن إيمانهم بالله لم يكن مجرد نظرية بل كان حقيقة. COLAr 238.2
« وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. » COLAr 239.1
في هذا المثل كان المسيح يلاقي الناس في ميدانهم. إنّ عقيدة وجود حالة يقظة بين الموت والقيامة كان يعتنقها كثيرون ممن كانوا يستمعون لأقوال المسيح. وقد عرف المُخَلِّص آراءهم فصاغ المثل لكي يدخل في أذهانهم حقائق هامة عن طريق هذه الآراء التي سبق فتصوروها. لقد رفع أمام أنظار سامعيه مرآة فيها يرون أنفسهم في علاقتهم الحقيقية بالله. فقد أستعمل الرأي الشائع لكي ينقل الفكرة التي أراد أن يجعلها بارزة فوق غيرها — ألا وهي أنّ الإنسان لا يُقدَّر بكثرة أملاكه لأنّ كل ما يملكه هو له فقط كإعارة من الرب. وسوء استخدامه لهذه الهبات يضعه في مستوى أدنى من مستوى أفقر إنسان متألم ومبتلي يحب الله ويثق به. COLAr 239.2
والمسيح يريد أن يَفهم سامعوه أنه يستحيل على الناس أن يحصلوا على خـلاص النفـس بعد المـوت. وإِبْرَاهِيم يُصوَّر هنا على أنه يجيب الغني قائلا: « يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا » وهكذا صور المسيح القنوط من انتظارهم فرصة إمهال أخرى. فهذه الحياة هي الفرصة الوحيدة المعطاة للإنسان للاستعداد للأبدية. COLAr 239.3
لم يكن الغني قد تخلى عن فكرة كونه ابنا لإِبْرَاهِيم، ويصوَّر كأنه يصرخ إليه في ضيقه في طلب العون. فصلى قائلا: « يا أبي إِبْرَاهِيم ارحمني ». فلم يصلِّ إلى الله بل إلى إِبْرَاهِيم. وهكذا برهن على أنه يرفع من مقام إِبْرَاهِيم فوق مقام الله، وأنّه اعتمد في أمر خلاصه على صلته بإِبْرَاهِيم. إنّ اللص المصلوب على الصليب قدم صلاته إلى المسيح إذ قال: « اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ » (لوقا ٢٣: ٤٢). ففي الحال جاءته الإجابة، الحق أقول لك اليوم (فيما أنا معلق على الصليب في إذلال وعذاب) أنّك تكون معي في الفردوس (لوقا ٢٣: ٤٣). ولكن الغني صلّى إلى إِبْرَاهِيم فلم يُعطَ له طلبه. فالمسيح هو وحده الذي رفعه الله ليكون « رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا » (أعمال ٥: ٣١). « وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ » (أعمال ٤: ١٢). COLAr 239.4
لقد أنفق الغني حياته في إرضاء ذاته، وبعد فوات الأوان رأى أنّه لم يستعد للأبدية. فتحقق من غبائه وفكر في إخوته الذين كانوا يسيرون كما كان هو يسير ويعيشون ليلذذوا أنفسهم. ثم قدم ملتمسا آخر قائلا: « أَسْأَلُكَ إِذًا، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ (لعازر) إِلَى بَيْتِ أَبِي لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا. قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ » (لوقا ١٦: ١٧-٣١). COLAr 240.1
عندما توسّل الغني في إرسال برهان إضافي إلى أخوته قيل له بكل صراحة أنّه لو قدم هذا البرهان لهم فإنهم لا يقتنعون. إنّ طلبه ألقى بعض اللوم على الله. فكأنما الغني يقول لو كنت قد أنذرتني بما فيه الكفاية لما كنت أنا الآن في هذا المكان. إنّ إِبْرَاهِيم بجوابه على هذا الطلب يصوَّر كأنه يقول: إنّ أخوتك قد أنذروا إنذارا كافيا. لقد أعطي لهم النور ولكنهم رفضوا أن يبصروا، وقد قُدم لهم الحق ولكنهم رفضوا أن يسمعوا. COLAr 240.2
« إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون ». لقد تبرهن صدق هذا الكلام في تاريخ الأمة اليهودية. كانت آخر معجزات المسيح وخاتمتها هي معجزة إقامة لعازر في بيت عنيا بعدما ظل مدفونا في القبر أربعة أيام. وقد قُدم لليهود هذا البرهان العجيب على ألوهّية المُخَلِّص ولكنهم قسّوا قلوبهم أمام كل برهان بل حاولوا اغتياله (يوحنا ١٢: ٩-١١). COLAr 241.1
إنّ الناموس والأنبياء هي وسائل الله المعينة لأجل خلاص الناس. وقد قال المسيح: ليلتفتوا إلى هذه الأدلة. فإذا لم يُصغوا إلى صوت الله في كلمته فإنهم لن يلتفتوا إلى شهادة إنسان مقام من الأموات. COLAr 241.2
إنّ من يلتفتون إلى أقوال موسى والأنبياء لن تكون لهم حاجة إلى نور أعظم عن الله فوق ما أعطي لهم، أمّا إذا رفض الناس النور ولم يقدروا الفرص الممنوحة لهم فلن يسمعوا لو جاءهم واحد من الأموات برسالة. لن يقتنعوا حتى بهذا البرهان، لأن من يرفضون الناموس والأنبياء يقسون قلوبهم جّدا بحيث يرفضون كل النور. COLAr 241.3
إنّ الحديث الذي جرى بين إِبْرَاهِيم وهذا الرجل الذي كان قبلا غنيا حديث مجازي. إنما الدرس الذي نقتبسه منه هو أنّ كل إنسان قد أعطي نورا كافيا للقيام بالواجبات المطلوبة منه. إنّ مسؤوليات الإنسان متناسبة مع فرصه وامتيازاته. والله يمنح كل واحد نورا ونعمة كافيين للقيام بالعمل الذي قد أعطاه إيّاه ليعمله. فإذا أخفق إنسان في عمل ما يريه النور الضئيل أنه واجبه، فإنّ النور الأعظم سيكشف عن عدم أمانته وإهماله في استخدام البركات المعطاة له استخداما حسنا: « الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير، والظالم في القليل ظالم أيضًا في الكثير » (لوقا ١٦: ١٠). أن من يرفضون الاستنارة من كتب موسى والأنبياء ويطلبون إجراء معجزة عجيبة لن يقتنعوا لو أجيبوا إلى طلبهم. COLAr 241.4
إنّ مثل الغني ولعازر يرينا كيف يُقدَّر الفريقان اللذان يرمز إليهما هذان الرجلان في العالم غير المنظور. لا خطية في أن يكون الإنسان غنيا إذا لم يجمع الإنسان الثروة بالظلم. أن الرجل الغني ليس مدينا لأن عنده ثروة، ولكن الدينونة تستقر عليه إذا كان ينفق الأموال المودعة لديه على نفسه وأنانيته. ولكن كان أفضل من ذلك بكثير لو أنه كنز أمواله إلى جوار عرش الله باستخدامها في عمل الخير. إنّ الموت لا يمكن أن يفقر الإنسان الذي يكرس نفسه هكذا لطلب الغني الأبدي.أمّا ذاك الذي يكنز كنزه لذاته فلا يمكنه أن يأخذ شيئا منه إلى السماء. لقد برهن على أنّه وكيل خائن. ففي حياته كانت له خيراته ولكنّه نسي التزامه لله. لقد أخفق في صيانة الكنز السماوي. COLAr 242.1
إن الرجل الغني الذي كانت له امتيازات هذا عددها يصوَّر لنا على أنّه إنسان كان ينبغي له أن ينمي مواهبه حتى تصل أعماله إلى عالم الأبد العظيم حاملة معها امتيازات روحية عظيمة. إنّ غاية الفداء ليست فقط غفران الخطايا بل أيضا أن تعيد إلى الإنسان تلك الهبات الروحية التي خسرها بفعل قوة الخطية المضعّفة. إنّ المال لا يمكن أن يؤخذ إلى الحياة الأخرى إذ لا حاجة إليه هناك. ولكن الأعمال الصالحة التي نعملها في ربح النفوس للمسيح تؤخذ إلى مواطن السماء. أما من ينفقون عطايا الله بكل أنانية على نفوسهم تاركين بني جنسهم الفقراء بلا عون. ولا يعملون شيئا لتقدم عمل الله في العالم فإنّهم يهينون جابلهم. فسيكتب أمام أسمائهم في أسفار السماء إنّهم قد سلبوا الله. COLAr 242.2
لقد كان عند الغني كل ما أمكن للمال أن يحصّله، ولكنّه لم يكن يملك الغنى الذي كان يمكن أن يجعل حسابه مضبوطا مع الله. لقد عاش كما لو إنّ كل ما كان عنده كان ملكه. لقد أهمل دعوة الله ومطاليب الفقراء المتألمين. ولكن أخيرا يأتيه نداء لا حيلة له في إغفاله. فبسلطان لا يستطيع أن يجادله أو يقاومه يُدعى لترك أملاكه التي ما عاد وكيلا عليها. فذاك الذي كان قبلا رجلا غنيّا هبط بحيث وصل إلى الفقر الذي لا يُجبر. وثوب برّ المسيح المنسوج في نول السماء لا يمكن أن يكسوه. وذاك الذي كان فيما مضى يلبس البز والأرجوان انحط فصار عارياً. لقد انتهت فرصة إمهاله. إنه لم يأت إلى العالم بشيء ولذلك لا يستطيع أن يأخذ منه شيئا. COLAr 243.1
لقد رفع المسيح الستار وعرض هذه الصورة أمام أذهان الكهنة والرؤساء والكتبة والفريسيين. فانظروا إليها يا من أنتم أغنياء في خيرات هذا العالم ولكنكم لستم أغنياء لله. أفلا تتأملون في هذا المشهد؟ إنّ ما هو معتبر عظيما بين الناس مكروه في نظر الله. إنّ المسيح يسأل قائلا: « مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ » (مرقس ٨: ٣٦، ٣٧). COLAr 243.2