إنّ الوزناتِ التي يسلمها المسيح لكنيسته تمثل خاصة المواهب والبركات التي يمنحها الرُّوح الْقُدُس: « فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ، وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ، وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ، وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ، وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ، وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ » (١كورنثوس ١٢: ٨-١١ ). إنّ كل الناس لا يتقبلون نفس المواهب، ولكن قد أُعطيَ الوعدُ بإعطاء موهبة من مواهب الروح لكل خادم للسيّد. COLAr 298.1
إنّ المسيح قبلما ترك تلاميذه: « نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوح الْقُدُس » (يوحنا ٢٠: ٢٢). ثم قال: « هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي » (لوقا ٢٤: ٤٩). ولكنّهم لم يقبلوا تلك الهبة في ملئها إلا بعد الصعود. فلم يقبل التلاميذ انسكاب الروح إلاّ بعدما سلموا ذواتهم بالتمام لعمله بالإيمان والصلاة. حينئذ سلمت أموال السماء إلى تلاميذ المسيح بمعنى خاص: « إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا » « لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ » (أَفَسُس ٤: ٨، ٧) (الروح) « قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ » (١كورنثوس ١٢: ١١). إنّ الهبات هي لنا الآن في المسيح ولكن امتلاكها امتلاكا فعليا يتوقف على قبولنا لروح الله. COLAr 298.2
إنّ الوعد بإرسال الروح لا يقدّر كما ينبغي. وإتمامه لا يتحقق كما يجب. إنّ غياب الروح هو الذي يجعل خدمة الإنجيل بلا قوة. قد تمتلك العلم والمواهب والفصاحة وكل هبة طبيعية أو مكتسبة، ولكن بدون حضور روح الله لا يمكن أن يتأثر أي قلب، ولا يمكن ربح أي خاطئ للمسيح. ومن الناحية الأخرى فإن أفقر تلاميذ المسيح وأجهلهم إذا كانوا مرتبطين به وإن كانت لهم هبات الروح ستكون لهم قوة تؤثر في القلوب. فالله سيجعلهم سبيلا لإحداث أعظم تأثير في المسكونة. COLAr 299.1