Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    المجمع في أوجسبرج

    كان الاصلاح سيزيد عظمة وسموا في نظر عظماء الارض . فالملك فرديناند رفض سماع أقوال الامر اء الانجيليين، ولكن ستُمنح لهم فرصة فيها يعرضون قضيتهم أمام الامبراطور واحبار الكنيسة ورؤساء الدولة المجتمعين. فلكي يسكِّن الامبراطور شارل الخامس الخصومات والفتن قام في السنة التالية، بعد احتاج الامراء المقدم في سبايرز، واستدع ى المجلس ليلتئم في أوجسبرج وأعلن انه سيرأسه بنفسه . وقد دُعي الرؤساء البروتستانت للذهاب الى هناك.GC 228.1

    كان الاصلاح مهددا بمخاطر عظيمة، لكنّ المدافعين عنه وضعوا قضيتهم بين يدي الله، وتعهدوا بان يظلوا ثابتين في جانب الانجيل . وقد ألح مشيرو منتخب سكسونيا عليه بعدم حضور المجمع، وقالوا له أن الامبراطور قد طلب من الامراء ان يحضروا لكي يوقعهم في الشرك . ثم قالوا: ”أليست مجازفة بكل شيء ان يحبس الانسان نفسه في داخل اسوار مدينة ومعه عدو جبار؟“ لكنّ آخرين اجابوا بكل نبل قائلين: ”ليتصرف الامراء بشجاعة فتنجو قضية الله“. وقال لوثر: ”ان الله امين ولن يتركنا“ (١٧٣). فخرج المنتخب قاصدا أوجسبرج يحيط به رجال حاشيته. وكان الجميع عالمين بالمخاطر التي تتهدده، وكثيرون تقدمو ا الى الامام ووجوههم عابسة وقلوبهم مضطربة، لكنّ لوثر الذي سار معهم يشيعهم الى كوبورغ أنعش ايمانهم الخائر اذ انشد الترنيمة التي كتبها في اثناء تلك الرحلة، وهي القائلة ”الله ملجأ لنا وقوة“. فكانت تلك الترنيمة الجميلة سببا ف ي تبديد فزع أولئك المسافرين وتطيراتهم وإعادة البهجة الى قلوب المحزونين منهم، اذ ألهمتهم الرجاء والشجاعة.GC 228.2

    أما الامراء المصلحون فقد عقدوا عزمهم على ان يضعوا بيانا بآرائهم في شكل منهجي ومنسق ويرفقوا به الادلة الكتابية لكي يقدموه امام المجلس وأسند أم ر اعداده الى لوثر وميلانكثون وشركائهم ا. وقد قبل البروتستانت هذا الاقرار على أنه شرح لايمانهم، واجتمعوا ليكتبوا اسماءهم على تلك الوثيقة المهمة. كان ذلك الوقت خطيرا وشاقا، وكان المصلحون مهتمين بالا تختلط قضيتهم بالمشاكل السياسية، وأحسوا بان الاصلاح ين بغي الا يمارس اي تأثير أو قوة أو نفوذ غير ما ينبعث من كلمة الله . فاذ تقدم الامراء المسيحيون ليوقعوا على ذلك الاقرار تدخل ميلانكثون قائلا: ”ان علماء اللاهوت والخدام (القساوسة) هم الذين يقترحون هذه الامور، فلنحتفظ بسلطة عظماء الارض للشؤون الاخرى“. فأجابه جون منتخب سكسونياً قائلاً: ”لا سمح الله ان تقصيني، فلقد عقدت العزم على أن أفعل الصواب من دون أن أضطرب خوفا على تاجي . اني أتوق الى الاعتراف بالرب . ان قبعتي كمنتخب ومنصبي ليسا شيئا بالنسبة الى صليب يسوع المسيح“. وبعدما قال هذا وقّع امضاءه. وقال أمير آخر وهو يمسك بالقلم: ”اذا كانت كرامة ربي يسوع المسيح... تقتضيني أن أترك أموالي وحتى حياتي فسأفعل ذلك عن طيب خاطر“. واستأنف كلامه قائلا: ”اني أفضل بالاحرى أن أنبذ رعاياي وأتخلى عن أملاكي وأترك أرض آبائي وأجدادي ولا شيء بيدي غير عص اي، على أن أقبل تعليما آخر غير ما تضمنه هذا القرار“ (١٧٤). هكذا كان إيمان رجال الله أولئك وجرأتهم.GC 229.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents