محاربة الانجيل بعنف
ان انجيل السلام الذي قد رفضته فرنسا كان سيُستأصل بكل تأكيد، وما أرهب نتائج ذلك ! ففي الحادي والعشرين من كانون الثاني (يناير) عام ١٧٩٣ ، أي بعد ٢٥٨ سنة من اليوم نفسه الذي فيه شرعت فرنسا في اضطهاد المصلحين، كان هنالك شغب وضوضاء، ومرة أخرى صاح الناس في طلب ضحايا جديدة، ومرة أخرى كانت تُرى الصقالات السود، ومرة أخرى انتهت أحداث اليوم بالمحرقات الهائلة . وكان الملك لويس السادس عشر يناضل بين أيدي سجَّانيه وجلاديه، لكن هم سحبوه الى ساحة الاعدام حيث أمسك بكل قوة وطرح على الارض وهوت الفأس على عنقه فتدحرج رأسه المقطوع بعيدا“ (٢١٠) .ولم يكن الملك هو الضحية الوحيدة، فبالقرب من تلك البقعة هلك ٢٨٠٠ نفس تحت حد المقصلة القاطع في خلال تلك الايام الدامية، أيام حكم الرعب.GC 255.3
لقد قدم الاصلاح الى العالم كتابا مفتوحا كاشفا لهم عن وصايا شريعة الله وهو يلح بمطالبه على ضمائر الشعب . ان محبة الله غير المحدودة والسرمدية قد كشفت للناس عن شرائع السماء ومبادئه ا. لقد قال الله: ”فاحفظوا واعملوا. لان ذلك حكمتكم وفطنتكم أمام أعين الشعوب الذين يسمعو ن كل هذه الفرائض فيقولون هذا الشعب العظيم انما هو شعب حكيم وفطن“ (تثنية ٤ : ٦). ان فرنسا عندما رفضت هبة السماء زرعت بذار الفوضى والخراب، ثم ان التفاعل الذي لا مفر منه بين السبب والنتيجة نتجت منه تلك الثورة الهائلة التي بدأ بها حكم الرعب.GC 256.1