Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    أعداء ألداء للاصلاح

    في هذا الوقت كانت مخاطر عظيمة محدقة بالقضية البروتستانتية . لقد ارعدت حروم البابا ضد جنيف فكانت هنالك أمم قوية تتوعدها بالهلاك . فأنَّى لهذه المدينة الصغيرة أن تقاوم السلطة الدينية القوية الجبارة التي طالما ارغمت الملوك والاباطرة على الخضوع لها ؟ وكيف يمكنها أن تصمد أمام الجيوش القوية التي يقودها غزاة العالم الاشداء الصناديد؟GC 260.1

    في كل العالم المسيحي كانت البروتستانتية مهددة باعداء أقوياء مرعبين . فاذ احرز الاصلاح أول انتصاراته عبأت روما قوات جديدة على أمل أن تقضي عليه بالدمار. وفي هذا الوقت أنشئت رهبنة اليسوعيين (الجزويت) وهي أقسى أبطال البابو ية الفاسدين وأقواهم . فاذ انقطعوا عن كل الصلات الأرضية وبُتروا من كل المصالح البشرية واميتوا عن مطالب العاطفة الطبيعية وابكموا العقل والضمير، فانهم لم يكونوا يعرفون قانونا ولا صلة عدا قوانين رهبانيتهم وصِلاتها، ولم يكونوا يعرفون واجبا غير واجب نشر سلطانها (انظر التذييل). لكنّ انجيل المسيح كان قد اعان معتنقيه على مواجهة الاخطار واحتمال الآلام وعدم استهابة البرد أو الجوع أو التعب أو الفقر، وعلى رفع راية الحق في وجه آلات التعذيب أو السجون أو النار المحرقة . فلكي ينازل الجزويت هذه القوات أضرموا قلوب تابعيهم بنار التعصب الذي أعانهم على احتمال مثل تلك المخاطر واستخدام كل قوى الخداع لمقاومة قوة الحق . فلم يتورعوا عن ارتكاب أفظع الجرائم أو استخدام أحط أساليب الخداع أو الغش المتعددة الاشكال . ومع كونهم قد نذروا ان يعيشوا عيشة الفقر والاتضاع مدى الحياة فقد كان هدفهم المد روس أن يحرزوا الثروة والسلطان وأن يكرسوا جهودهم لتدمير البروتستانتية ويوطدوا دعائم السيادة البابوية.GC 260.2

    تزيّا هؤلاء الرهبان بقناع القداسة فبدأوا بزيارة السجون والمستشفيات، وكانوا يخدمون المرضى والفقراء، ويقررون أنهم قد نبذوا العالم وهم يحملون اسم يسوع المقدس الذي جال يصنع خير اً. ولكن تحت هذا المظهر الخارجي الذي لا غبار عليه كانت تختفي أرهب النوايا الاجرامية المميتة . وقد كان من المبادئ الاساسية لهذه الرهبنة ”ان الغاية تبرر الوسيلة“. وبناء على هذا المبدأ كان الكذب والسرقة و يمين الزور وجرائم الاغتيال، فضلا عن كونها مغتفرة، تُعتبر اعمالا حميدة وجليلة ما دامت تخدم مصالح الكنيسة . وتحت كثير من أشكال التنكر زحف الجزويت الى وظائف الدولة وجعلوا يتسلقون حتى صار بعضهم مستشارين للملوك، وص اروا يشكلون سياسة الدول . وكان بعضهم يعملون كخدم ليتجسسوا على سادتهم . وقد اقاموا كليات لابناء الامراء والنبلاء ومدارس لعامة الشعب، وكان أبناء البروتستانت يُجبرون على حفظ الطقوس البابوية . هذا، وقد استخدمت كل مظاهر الابهة والفخ امة الخارجية لتربك عقول الاولاد وتذهل وتأسر أفكارهم، وهكذا خان الابناء عهود آبائهم وأسلموا الحرية التي في سبيلها تعب آباؤهم واستنزفوا دماءهم. وبسرعة عظيمة توسّع الجزويت في كل أوروبا وأينما حلوا انتعشت البابوية.GC 261.1

    وفي سبيل زيادة سطوتهم وسلطانهم صدرت براءة بابوية بإعادة محاكم التفتيش (انظر التذييل). وعلى الرغم من نفور الشعب الكاثوليكي نفسه وكراهيتهم لهذه المحكمة المخيفة فقد أقامها الحكام البابويون ثانية، وارتكبت في أعماق السجون السرية فظائع أرهب من أن تواجه النور . وفي ممالك كثيرة قُتل الوف فوق الوف أو أجبروا على الهرب الى بلدان اخرى، وهم من زهرة الامة الذين كانوا أطهر وأشرف الناس وأعلاهم ثقافة وأسماهم علما وخلقا وأتقاهم، من الرعاة المكرسين والمواطنين الكادحين المحبين للوطن والاساتذة العباقرة والفنانين الموهوبين والصناع المهرة.GC 261.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents