Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    أمة استفحل شرها

    ان صبر الله على اورشليم جعل اصرار الشعب على قساوة قلوبهم يزداد، فببغضهم تلاميذ يسوع وقسوتهم عليهم رفضوا آخر هبات الرحمة . حينئذ رفع الله عنهم يده الحارسة الواقية،ورفع قوته الرادعة للشيطان وملائكته،وبذلك تُركت الامة تحت سيطرة القائد الذي اختارته لنفسه ا.لقد ركل بنوها نعمة المسيح، التي كان يمكنها ان تعينهم على اخضاع اهواء قلوبهم الشريرة، اما الآن فقد انتصرت عليهم تلك الأهواء .وأثار الشيطان أقسى شهوات نفوسهم وأحطه ا. لم يعد الن اس يركنون الى التعقل،اذ لم تبق لهم عقول،بل تحكمت فيهم الاهواء والغضب الاعمى . لقد امسوا كالشياطين في قسوتهم . ففي العائلة وفي الامة وبين اعلى الطبقات وادناها على السواء استشرى الشك والحسد والكراهية والخصام والتمرد وجرائم القتل . ولم يكن يوجد امان في اي مكان. فالاصدقاء والاقرباء كانوا يسلمون بعضهم بعض اً. ولقد ذبح الوالدون اولادهم كما ذبح الاولاد والديهم، ولم يستطع رؤساء اسرائيل ان يضبطوا انفسهم، فلقد جعلتهم انفعالات الغضب الجامحة قوماً طغاة . لقد رحَّب اليهود با لشهادات الكاذبة لإدانة ابن الله البار، والآن ها هي الاتهامات الكاذبة قد جعلت حياتهم تحت رحمة الاقدار وغير مضمونة. انهم بأفعالهم كانوا يقولون: ”اعزلوا من امامنا قدوس اسرائيل“ (اشعياء ٣٠ : ١١). والآن ها هم يجابون الى طلبهم . فما عاد خوف الله يزعجهم، وصار الشيطان على رأس تلك الامة، وخضعت لسلطانه أعلى السلطات المدنية والدينية.GC 32.3

    في بعض الاحيان كان رؤساء الاحزاب المتعادية يتفقون على نهب ضحاياهم التعساء وتعذيبهم، وبعد ذلك كانت قواتهم ترتد بعضها على بعض، فيذبح احدهم الآخر من دون رحمة . بل حتى قدسية الهيكل لم تكن كافية لردعهم عن أعمالهم الوحشية الرهيبة . فقد كان العابدون يسقطون صرعى امام المذبح، وهكذا تنجس المقدس بجثث القتلى . ومع ذلك فان مرتكبي تلك الجرائم الجهنمية، في عماهم وتجديفهم وغطرستهم، اعلنوا على الملأ انهم لا يخشون على اورشليم من الهلاك لأنها مدينة الله الخاصة . ولكي يثبتوا سلطانهم اعطوا بعضَ الانبياء الكذبة رشوةً ليعلنوا، حتى في الوقت الذي كانت فيه جيوش الرومان تحاصر الهيكل، ان الشعب يجب ان ينتظ ر خلاص الله . والى النهاية ظلت جماهير كثيرة من الشعب متمسكة بالاعتقاد ان الله العلي سيتدخل ويهزم خصومهم.لكنّ شعب اسرائيل كانوا قد رفضوا حماية الله، والآن فلا يوجد ملجأ يعتصمون به . ما اشقاك يا اورشليم ! انها اذ مزقتها الفتن الداخلية جرت دماء بنيها القتلى في الشوارع ناحراً احدهم الآخر، في حين اسقطت جيوش الاعداء استحكاماتها وقتلت رجال الحرب فيها!GC 33.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents