أبشع الجرائم
لكنّ مذبحة سان بارثلوميو سطرت خطوطا أشد سوادا من دجى الليل في سجلات الجرائم وكانت أرهب عمل يمكن أن ترتكبه الشياطين مدى العصور المخي فة .ولا يزال العالم يذكر بخوف ورعب عظيم مشاهد ذلك الهجوم الدال على النذالة والقسوة والجبن . فملك فرنسا أباح ذلك العمل الرهيب تحت الحاح كهنة روما وأساقفته ا. وقد كانت اشارة البدء في تلك المذبحة دقات الاجراس في سكون الليل . ان آلافا من البروتستانت اذ كانوا نائمين باطمئنان وسكون في بيوتهم مستندين الى عهد الشرف بالامان من فم مليكهم سُحبوا بلا سابق انذار وقتلوا بكل قسوة من دون أن يعطف عليهم قلب انسان.GC 304.1
وكما كان المسيح هو القائد غير المنظور لشعبه في خروجهم من عبودية مصر، كذلك كان الشيطان هو قائد رعاياه غير المنظور في هذا العمل الرهيب الذي فيه تضاعف عدد شهداء الحق . وقد ظلت المذبحة قائمة في باريس سبعة أيام كاملة، وفي خلال الثلاثة أيام الاولى زاد غضب اولئك القاتلين واهتياجهم الى حد فاق كل تصور . ولم تقتصر تلك المذبحة على المدينة وحدها، فالملك أصدر أمرا خاصا بأن تمتد لتشمل كل المقاطعات والمدن حيث يعيش البروتستانت . ولم تراع حرمة السن أو الجنس . فلم يبقو ا على طفل بريء ولا على رجل أشي ب .لقد قُتل الاشراف والفلاحون ، الكبار والصغار، والامهات وأطفالهن مع ا. وظلت تلك المذبحة قائمة في جميع أنحاء فرنسا شهرين كاملين، فهلك من زهرة الامة وأفضل رعاياها سبعون ألفا.GC 305.1