رجال متواضعون يقدمون الرسالة
ولم يكن العلماء اللاهوتيون هم الذين فهموا هذا الحق وأذاعوه. فلو كان هؤلاء الناس حراسا أمناء وفتشوا الكتب باجتهاد في روح الصلاة لامكنهم أن يعرفوا ذلك الهزيع من الليل. وكانت الكتب المقدسة قد كشفت لهم عن الحوادث الوشيكة الوقوع. ولكنهم لم يقوموا بمطالب ذلك المركز فسُلمت الرسالة الى جماعة من المساكين المتواضعين . لقد قال يسوع: ”سيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام“ (يوحنا ١٢ : ٣٥). فالذين يبتعدون عن النور الذي قد أعطاه الله، أو الذين يهملون في طلبه حين يكون في متناول أيديهم يُترَكون في الظلام . لكنّ المخلص أعلن قائلا: ”من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة“ (يوحنا ٨ : ١٢). فكل من يطلب أن يعمل ارادة الله بقصد وعزم موحدين، وبكل غيرة ينتبه الى النور المعطى من قبل، سيحصل على نور أكمل؛ فلمثل تلك النفس سترسل السماء نجما ذا لمعان سماوي ليرشدها الى كل الحق.GC 347.3
عند المجيء الاول للمسيح كان يمكن للكهنة والكتبة في المدينة المقدسة الذين استؤمنوا على أقوال الله أن يفهموا علامات الأزمنة ويعلنو ا عن مجيء السيد الموعود به . لقد حددت نبوة ميخا مكان مولده، وكذلك حدد دانيال زمان مجيئه (ميخا ٥ : ٢ ؛ دانيال ٩ : ٢٥). وقد سلم الله هذه النبوات لرؤساء اليهود، ولم يكن لهم عذر لو انهم لم يعرفوا ولم يعلنوا للشعب أن مجيء المسيح قريب. فقد كان جهلهم نتيجة اهمالهم الخ اطئ. كان اليهود يبنون أضرحة أنبياء الله الذين قتلوا، بينما هم باكرامهم لعظماء الارض كانوا يبدون ولاءهم لعبيد الشيطان. فاذ كانوا منغمسين في منازعاتهم وطموحهم في طلب المركز السامي والسلطان بين الناس غابت عن أنظارهم الكرامات الالهية الممنوحة لهم من ملك السماء.GC 348.1
كان ينبغي لشيوخ اسرائيل أن يداوموا على البحث والاستقصاء عن مكان أعظم حادث في تاريخ العالم وعن زمانه وظروفه، أي مجيء ابن الله لاجل فداء الانسان، باهتمام خشوعي عميق . وكان ينبغي لكل الشعب أن يكونوا ساهرين ومنتظرين لكي يكونوا أول من يرحبون بفادي العالم . ولكن ها في بيت لحم كان يوجد مسافران متعبان، كانا قد قطعا الشارع الضيق بطوله الى طرف البلدة الشرقي يبحثان عبثا عن مكان يلجآن اليه ويستريحان فيه تلك الليلة . ولكن لا بيت فتح بابه لقبولهم ا. وفي النهاية وجدا ملجأ في حظيرة قذرة من حظائر الماشية، وهناك وُلد مخلص العالم.GC 348.2