Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    يرفضون النور

    ان اكثرية المجيئيين رفضوا الحقائق الخاصة بالقدس وشريعة الله، وكثيرون ايضا رفضوا ونبذوا ايمانهم بحركة المجيء وتمسكوا بآراء غير سليمة ومتضاربة عن النبوات التي تنطبق على ذلك العمل . وقد انساق البعض وراء خطأ تكرار تحديد وقت معين لمجيء المسيح . فالنور الذي كان يضيء حينئذ على موضوع القدس كان يمكن ان يظهر لهم انه لا توجد فترة نبوية تمتد الى المجيء الثاني، وان الوقت المحدد لهذه الحادثة لم يُنبأ به . لكنهم اذ ابتعدوا عن النور استمروا يحددون ميعادا بعد آخر لمجيء الرب، وفي كل مرة كانوا يخيبون.GC 498.1

    عندما قبلت كنيسة تسالونيكي آراء مخطئة عن مجيء المسيح نصحهم بولس الرسول بان يختبروا بكل حذر آمالهم وتوقعاتهم بواسطة كلمة الله . وقد اقتبس لهم بعض النبوات التي تعلن عن الحوادث التي ستحدث قبل م جيء المسيح، وأبان لهم انه لا يوجد اساس يستندون اليه لانتظار مجيئه في ايامهم، فقال لهم محذرا: ”لا يخدعنكم احد على طريقة ما“ (٢ تسالونيكي ٢ : ٣). فان تمسكهم بتوقعات لا تصادق عليها كلمة الله قد يقودهم الى عمل خاطئ . وخيبتهم ستجعلهم عرضة لسخرية غير المؤمني ن، ولخطر التسليم للخوف والضعف وخوار العزيمة، ولتجربة الشك في الحقائق التي هي جوهرية لخلاصهم . في انذار الرسول لأهل تسالونيكي درس مهم لمن يعيشون في الايام الاخيرة . وكثيرون من المجيئيين احسوا أنهم ما لم يثبِّتوا ايمانهم على زمن معين لمجيء الرب فانهم لا يمكن ان يكونوا غيورين وجادين في عمل الاستعداد . ولكن اذ تتنبه آمالهم مرارا لتتلاشى بعد ذلك فان ايمانهم يتلقى صدمة شديدة بحيث يغدو قريبا من المستحيل عليهم ان يتأثروا بحقائق النبوات العظيمة.GC 498.2

    هذا، وان الكرازة بزمن محدد للدينونة في تقديم الرسالة الاولى كانت بأمر الله. اما تقدير الفترات النبوية الذي عليه بنيت تلك الرسالة اذ جُعلت نهاية ال ٢٣٠٠ يوم في خريف عام ١٨٤٤ فهو حساب لا يرقى إليه الخط أ. ان المحاولات المتكررة لايجاد تواريخ جديدة لبدء الفترات النبوية وختامها والجدال غير السليم اللازم لدعم هذه المواقف هي، فضلا عن كو نها تبعد العقول عن الحق الحاضر، تلقي العار والاحتقار على كل محاولة لشرح النبوات . فكلما اكثر من تحديد وقت للمجيء الثاني وكلما انتشر ذلك التعليم في أماكن عديدة كلما كان ذلك متوافقا مع اغراض الشيطان . فبعدما يمر الوقت سدى يثير الشيطان السخرية والاحتقار على الم دافعين عنه، وهكذا انصب العار على حركة المجيء العظيمة لعامي ١٨٤٣ و ١٨٤٤ . واولئك الذين يصرون على هذه الغلطة ويتشبثون بها سيحددون اخيرا تاريخا في المستقبل البعيد لمجيء المسيح . وهذا يسوقهم الى الاطمئنان الكاذب، وكثيرون لن يكتشفوا الخداع الا بعد فوات الاوان.GC 499.1

    ان تاريخ العبرانيين قديما هو مثال مدهش للاختبار الماضي عند جماعة المجيئيين. لقد كان الله قائدا لشعبه في حركة المجيء كما قد فعل عندما اخرج العبرانيين من مصر . وفي خيبة الامل العظيمة امتحن ايمانهم كما امتحن ايمان العبرانيين عند بحر سوف . فلو كانوا قد ظلوا متكلين على يد الله الهادية التي كانت معهم في اختبارهم الماضي لكانوا قد رأوا خلاص الله . لو ان كل من قد جدوا متضامنين في العمل في عام ١٨٤٤ قبلوا رسالة الملاك الثالث ونادوا بها بقوة الروح القدس لكان الرب قد عمل بواسطة جهودهم عجائب . ولكان قد اشرق على العالم فيض من النور، وأُنذر سكان الارض منذ سنين، وكمل العمل الختامي، وجاء المسيح لفداء شعبه.GC 499.2

    لم يكن الله يريد ان يهيم العبرانيون على وجوههم في البرية اربعين سنة، بل كان يريد ان يدخلهم ارض كنعان مباشرة ويثبت اقدامهم فيها شعبا مقدسا سعيدا. لكنهم ”لم يقدروا ان يدخلوا لعدم الايمان“ (عبرانيين ٣ : ١٩) .فبسبب مروقهم وارتدادهم هلكوا في القفر وقام آخرون ليدخلوا ارض الموعد . وبهذه الطريقة ذاتها لم تكن ارادة الله ان يتأخر مجيء المسيح الى هذا الحد ويظل شعبه في عالم الخطيئة والحزن كل هذه السنين، ولكن عدم ايمانهم صار فاصلا بينهم وبي ن الههم . فاذ رفضوا انجاز العمل الذي عينه لهم قام آخرون لينادوا بالرسالة. ان يسوع، رحمة منه بالعالم، يؤخر مجيئه حتى تتاح للخطاة فرصة لسماع الانذار ويجدوا فيه ملجأ قبلما ينصب غضب الله.GC 499.3

    والآن كما في كل العصور الماضية يثير تقديم الحق، الذي يوبخ الخطايا والضلالات المتفشية، مقاومة شديدة . ”كل من يفعل السيئات يبغض النور ولا يأتي الى النور لئلا توبخ اعماله“ (يوحنا ٣ : ٢٠). واذ يرى الناس انهم لا يستطيعون الاحتفاظ بمركزهم بواسطة الكتب المقدسة فان كثيرين يصرون على الاحتفاظ به مهما تكن المخاطرة عظيمة، وبروح خبيثة يه اجمون اخلاق الذين يصمدون في الدفاع عن الحق غير المقبول ويشككون في بواعثهم . هذه هي السياسة نفسها التي كانت متبعة في كل العصور . لقد اتهم ايليا بأنه مكدر اسرائيل، وقيل عن أرميا انه خائن، وبولس اتهم بأنه قد نجس الهيكل . ومنذ ذلك اليوم الى الآن نجد ان كل من يريد ون ان يكونوا مخلصين في ولائهم للحق يشهَّر بهم على انهم مثيرو فتن او هراطقة او منشقون . وجماهير كثيرة من عديمي الايمان الذين لا يقبلون كلمة النبوة الصادقة الثابتة يقبلون ويصدِّقون بسرعة كبيرة الاتهام الموجه ضد من يجرؤون على توبيخ خطايا عصرهم المألوفة . هذه الروح ستقوى وتتفاقم . والكتاب يعلمنا بكل وضوح عن قرب مجيء الوقت الذي فيه تتصارع قوى الدولة مع شريعة الله بحيث ان من يطيع كل وصايا الله سيتعرض للتعيير والقصاص كفاعل شر.GC 500.1

    ففي نور هذا الحق ما هو واجب رسول الحق ؟ هل يستنتج ان الحق ينبغي الا يقدم الى الناس حتى لا يثاروا فيتهربوا منه او يقاوموا مطالبه ؟ كلا، فلا عذر له بعد ذلك عن حجز شهادة كلمة الله، لكونها تثير المقاومة، اكثر مما كان للمصلحين الاولين من عذر . ان الاعتراف بالايمان الذي نطق به القديسون والشهداء سجل لتستفيده الاجيال التالية . فتلك المثل الحية، مثل القد اسة والاستقامة التي لا تتقلقل، قد وصلت الى عصرنا لتلهم شجاعة اولئك الذين يُدعَون اليوم ليكونوا شهودا لله . لقد حصلوا على النعمة والحق لا لأجل أنفسهم فحسب بل لكي — عن طريقهم — تنير معرفة الله الارض . فهل أعطى الله عبيده نورا في هذا الجيل ؟ اذاً فليجعلوا نوره يضيء في العالم.GC 500.2

    قديما اعلن الرب لواحد ممن قد تكلموا باسمه قائلا: ”بيت اسرائيل لا يشاء ان يسمع لك لانهم لا يشاؤون ان يسمعوا لي“. ومع ذلك فقد قال له: ”تتكلم معهم بكلامي ان سمعوا وان امتنعوا“ (حزقيال ٣ : ٧ و ٢ : ٧). اما خادم الله في هذا العصر فالرب يأمره قائلا: ”ارفع صوتك كبوق واخبر شعبي بتعديهم وبيت يعقوب بخطاياهم“ (اشعياء ٥٨ : ١).GC 501.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents