دين سهل
ان رغبة الناس في الحصول على دين سهل لا يتطلب جهدا ولا انكارا للذات ولا انفصالا عن جهالات العالم جعلت تعليم الايمان والايمان وحده عقيدة شائعة. ولكن ما الذي تقوله كلمة الله ؟ يقول يعقوب الرسول: ”ما المنفعة يا أخوتي ان قال أحد ان له ايمانا ولكن ليس له أعمال هل يقدر الايمان أن يخلصه ... هل تريد أن تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون أعمال ميت . ألم يتبرر ابراهيم أبونا بالاعمال اذ قدم اسحق ابنه على المذبح . فترى ان الايمان عمل مع أعماله وبالاعمال أكمل الايمان ... ترون اذاً انه بالاعمال يتبرر الانسان لا بالايمان وحده“ (يعقوب ٢: ١٤ — ٢٤).GC 514.3
ان شهادة كلمة الله هي ضد هذا التعليم المعرقل تعليم الايمان من دون أعمال. فليس الايمان هو الذي يطالب برضى السماء من دون الامتثال للشروط التي على أساسها تُمنح الرحمة، بل هي الغطرسة . لان الايمان الحقيقي له أساسه في المواعيد والشروط التي يقدمها الكتاب.GC 515.1
لا يخدعنَّ أحد نفسه بالاعتقاد أنه يمكنه أن يكون قديسا في حين أنه يتعمد التعدي على مطلب واحد من مطالب الله . فارتكاب خطيئة معروفة يُسكت صوت الروح الشاهد ويفصل النفس عن الله . ”الخطيئة هي التعدي“. و ”كل من يخطئ (أي يتعدى على الشريعة) لم يبصره ولا عرفه“ (١يوحنا ٣ : ٦). ان يوحنا مع أنه يتكلم كثيرا عن المحبة في رسائله فانه لا يتردد في الكشف عن الصفة الحق يقية لتلك الفئة من الناس الذين يدعون أنهم قد تقدسوا في حين أنهم عائشون في حال التعدي على شريعة الله . فيقول: ”من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه . وأما من حفظ كلمته فحقا في هذا قد تكملت محبة الله“ (١ يوحنا ٢ : ٤ و ٥). هنا اختبار لاعتراف كل واحد . لا يمكننا أن ننسب القداسة الى أي انسان من دون أن نأتي به الى مقياس الله الوحيد للقداسة في السماء وعلى الارض . فاذا استخف الناس بالشريعة الابدية وحقروا من شأن وصايا الله ونقضوا احدى هذه الوصايا الصغرى وع لموا الناس هكذا فلن يكون لهم أي اعتبار في نظر السماء. ونعرف نحن أن ادعاءاتهم كانت على غير أساس.GC 515.2
وادعاء الانسان انه بلا خطيئة هو في حد ذاته برهان على أن من يقدم هذا الادعاء بعيد كل البعد من القداسة . فلأنه لا يدرك ادراكا حقيقيا طهارة الله وقداسته غير المحدو دة، ولا ما يجب أن يصير اليه الذين يريدون أن يكونوا على وفاق مع صفاته، ولانه لا يدرك ادراكا صحيحا طهارة يسوع وسمو جماله وخبث الخطيئة وشرها، لاجل هذا يعتبر ذلك الانسان نفسه قديس ا. وكلما زاد ابتعاده عن المسيح ونقص ادراكه لصفات الله ومطالبه كلما بدا بارا ج دا في عيني نفسه.GC 515.3