Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    اولاد الله

    يعدد بولس في رسالته الى كولوسي البركات الممنوحة لاولاد الله . فيقول: ”لم نزل مصلين وطالبين لاجلكم أن تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل حكمة وفهم روحي . لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى مثمرين في كل عمل صالح ونامين في معرفة الله . متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطول أناة بفرح“ (كولوسي ١: ٩ — ١١).GC 519.1

    ومرة أخرى يكتب عن اشتياقه الى أن يدرك الاخوة في أفسس سمو امتياز المسيحي . فهو يكشف لهم في أروع لغة شاملة عن القوة والمعرفة العجيبتين اللتين يمكنهم امتلاكهم ا كأبناء العلي وبناته . لقد كان من حقهم ان يتأيدوا ”بالقوة بروحه في الانسان الباطن“ وأن يكونوا متأصلين ومتأسسين في المحبة، وأن يدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو ويعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة . لكنّ صلاة الرسول تصل الى ذروة الامتياز عندما يطلب ”أن تمتلئوا الى كل ملء الله“ (أفسس ٣ : ١٦ — ١٩).GC 519.2

    هنا تُعلَن أعالي الاشياء التي نستطيع أن ندركها وننالها ونبلغها بالايمان بوعود أبينا السماوي عندما نتمم مطالبه . ان لن ا في استحقاقات المسيح دخولا الى عرش القدرة الازلي . فذاك ”الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا أجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء“ (رومية ٨ : ٣٢). لقد أعطى الآب لابنه الروح من دون كيل ولنا نحن أن نأخذ من ملئه . يقول يسوع: ”ان كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه“ (لوقا ١١ : ١٣) ”ان سألتم شيئا باسمي فاني أفعله“. ”اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا“ (يوحنا ١٤ : ١٤ ؛ ١٦ : ٢٤).GC 520.1

    وفي حين أن حياة المسيحي تمتاز بالوداعة ينبغي الا تتّسم بطابع الحزن والحط من قدر الانسان نفسَه . انه لامتياز ان يحيا كل انسان بحيث يرضى الله عنه ويباركه . فالآب السماوي لا يريد أن نقع تحت الدينونة والظلمة. وليس من دلائل الوداعة الحقة أنْ يسير الانسان مطأطئ الرأس وقلبه ممتلئ بافكار ذاتية . يمكننا أن نذهب الى يسوع ونتطهر ونقف أمام الشريعة بلا عار أو حزن . ”اذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح“ (رومية ٨ : ١).GC 520.2

    في المسيح يمكن لابناء آدم الساقطين أن يصيروا ”أبناء الله“. ”لان المقدِّس والمقدَّسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم اخوة“ (عبرانيين ٢ : ١١). ينبغي أن تكون حياة المسيحي حياة الايمان والنصرة والفرح في الرب. ”كل من وُلد من الله يغلب العالم. وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: ايماننا (١ يوحنا ٥ : ٤). ونعمَّا تكلم خادم الرب نحميا حين قال: ”فرح الرب هو قوتكم“ (نحميا ٨ : ١٠). وبولس يقو ل: ”افرحوا في الرب كل حين وأقول ايضا افرحوا“؛ ”افرحوا كل حين. صلوا بلا انقطاع . اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم“ (فيلبي ٤ : ٤ ؛ ١ تسالونيكي ٥ : ١٦ — ١٨).GC 520.3

    هذه هي ثمار التجديد والتقديس كما هي واردة في ا لكتاب، ولكن نادرا ما تُشاهَد ثمارها لان مبادئ البر العظيمة المقدمة في شريعة الله تقابل من العالم المسيحي بعدم اكتراث وباهمال معيب . وهذا هو السبب الذي لاجله لا يظهر الا القليل جدا من ذلك العمل العميق الباقي، عمل روح الله الذي كان طابع الانتعاشات التي حدثت في السنين السالفة.GC 521.1

    اننا نتغير بالنظر والمشاهدة . وبما ان تلك الوصايا المقدسة التي فيها كشف الله للناس عن كمال صفاته وقداستها قد أهملت، بينما التعاليم والنظريات البشرية اجتذبت عقول الناس، فلا غرابة أن يتبع ذلك تدهور في التقوى الحيوية في الكنيسة . لقد قال الرب: ”تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم آباراً آباراً مشققة لا تضبط ماء“ (إرميا ٢: ١٣).GC 521.2

    ”طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار ... لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا . فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه التي تعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل وكل ما يصنعه ينجح“ (مزمور ١ : ١ — ٣). اننا عندما نعيد لشريعة الله كرامتها ونضعها في مركزها الشرعي اللائق بها ينتعش الايمان القديم والتقوى القديمة بين المعترفين بأنهم شعب الله. ”هكذا قال الرب قفوا على الطرق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم“ (إرميا ٦: ١٦).GC 521.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents