الحق يقدس
للمضل العظيم أعوان كثيرون على تمام الاهبة لتقديم كل أنواع الضلالات لاصطياد النفوس، وهي معدة بحيث تناسب الاذواق والكفاءات المختلفة للذين يريد أن يهلكهم . وخطته هي أن يضم الى الكنيسة عناصر غير مخلصة ولا متجددة تشجع على الشك وعدم الايمان، وان يعرقل من يرغبون في أن يروا عمل الله متقدما وفي المضي به الى الامام . فكثيرون ممن لا يوجد عندهم ايمان حقيقي بالله أو بكلمته يقبلون بعض مبادئ الحق وين جحون في الامتحان ويُعتبرون مسيحيين، وبذلك يكونون قادرين على تقديم ضلالاتهم كتعاليم كتابية.GC 566.2
ان الرأي القائل بأن ما يعتقده الناس ليس أمرا عظيم الاهمية هو رأي من أنجح مكايد الشيطان . فهو يعرف أن الحق الذي يقبله الانسان حبا به يقدس نفس من يقبله، ولذلك يحاول الش يطان دائما ان يستبدل الحق بنظريات وخرافات كاذبة وبانجيل آخر . لقد ناضل عبيد الله منذ البدء ضد المعلمين الكذبة ليس فقط لمجرد كونهم قوما اشرارا بل لانهم يغرسون في اذهان الناس الضلالات والاكاذيب المهلكة للنفس . فايليا وارميا وبولس قاوموا بكل شجاعة اولئك الذين كانوا يحولون الناس عن كلمة الله . وذلك التساهل الذي يعتبر العقيدة الدينية السليمة عديمة الاهمية لم يجد قبولا لدى هؤلاء القديسين المدافعين عن الحقGC 566.3
ان التفسير الخيالي الغامض للكتاب والنظريات الكثيرة المتضاربة الخاصة بالعقيدة الموجودة في العالم المسيحي هي من صنع خصمنا العظيم لكي يربك العقول فلا تميز الحق . ثم ان النفور والشقاق الكائن بين الكنائس في العالم المسيحي يعزى الى حد كبير الى عادة تحريف الكتاب السائدة ليدعم نظرية محبوبة . فان كثيرين بدلا من أن يدرسوا كلمة الله باهتمام وبقلوب متواضعة ليحصلوا على معرفة مشيئته يحاولون اكتشاف شيء شاذ أو جديد.GC 566.4
فلكي يدعم البعضُ العقائد المغلوطة أو الممارسات التي لا صلة لها بالمسيحية يتشبثون بفصل من الكتاب منفصل عن سياقه وربما يقتبسون نصف آية للبرهان على صدق رأيهم، في حين أن باقي الآية قد تبرهن على عكس ذلك. فبدهاء الحية يحصِّنون أنفسهم خلف ألفاظ مفككة يفسِّرونها لتلائم رغباتهم الجسدية. وهكذا يحرف كثيرون كلمة الله في اصرار وعناد . وهناك آخرون لهم خيال وتصور نشيطان يتمسكون بصور الكتاب المقدس ورموزه ويفسرونها بحيث تناسب اوهامهم، مع التفات قليل الى شهادة الكتاب الذي هو مفسر نفسه، وحينئذ يقدمون أوهامهم على أنها تعاليم الكتاب.GC 567.1