الكتاب، المرشد الوحيد
وكلما شرعنا في درس الكلمة من دون روح الصلاة والاتضاع والاستعداد للتعلم فان أبسط فصول الكتاب وأشدها تعقيدا عل السواء تُحرَّف عن معناها الصحيح . ان الرؤساء البابويين يخ تارون الفصول الكتابية التي تخدم أغراضهم ويفسرونها لتناسبهم ثم يقدمونها الى الشعب، في حين أنهم ينكرون عليهم حقهم في درس الكتاب وفهم حقائقه لانفسهم . ينبغي أن يعطى الكتاب كله للشعب كما هو على بساطته . وخير لهم الا يتلقوا تعاليم كتابية أو ارشادات اطلاقا من أن يحرف تعليم الكتاب بهذه الطريقة المخجلة.GC 567.2
لقد قُصد بالكتاب أن يكون مرشدا لكل من يرغبون في معرفة ارادة جابلهم . ولقد أعطى الله الناس كلمة النبوة الثابتة . أتى الملائكة بل حتى المسيح نفسه لإفهام دانيال ويوحنا ما لا بد أن يكون قريب ا. فتلك الامو ر المهمة المختصة بخلاصنا لم تكن لتترك في حال الخفاء والغموض . وهي لم تعلن على نحو يربك الطالبين والباحثين الامناء عن الحق أو يضلهم . وقد قال الرب على لسان حبقوق النبي: ”اكتب الرؤيا وانقشها على ألواح لكي يركض قارئها“ (حبقوق ٢ : ٢). ان كلمة الله واضحة لكل من يدرسونها بقلوب مصلية. فكل نفس أمينة بالحق تأتي الى نور الحق، ”نور قد زرع للصديق“ (مزمور ٩٧ : ١١). ولا يمكن لكنيسة أن تتقدم في القداسة ما لم يبحث اعضاؤها عن الحق بكل غيرة كمن يبحثون عن كنوز مخبوءة.GC 567.3