اخطاء خطرة
من بين أنجح الوسائل التي يستخدمها المخادع الاكبر التعاليم المضلة والعجائب الكاذبة التي يقدمها من يعتقدون بمناجاة الارو اح .فاذ يتنكر في شبه ملاك نور فهو يلقي شباكه في الاماكن التي قلما يشتبه به ا. ولو درس الناس كتاب الله بصلاة حارة حتى يفهموه لما كانوا يُتركون في الظلام لقبول التعاليم الكاذبة. ولكن اذ يرفضون الحق يسقطون فريسة الضلال .GC 570.1
وهنالك ضلالة خطرة أخرى وهي العقيدة التي تنكر الوهية المسيح اذ تدَّعي أنه لم يكن له وجود قبل مجيئه الى العالم . هذه النظرية يقبلها بكل رضى فئة كبيرة من الناس الذين يعترفون بايمانهم بالكتاب . ومع ذلك فهذه العقيدة تناقض مناقضة صريحة أبسط التصريحات التي نطق بها مخلصنا عن علاقته بالآ ب ،وصفاته الالهية ووجوده من قبل . ولا يمكن قبول هذه العقيدة ما لم يحرف الناس الكتب المقدسة تحريفا غير مباح . وفضلا عن كونها تحط من ادراك الانسان لعمل الفداء فانها أيضا تقوض الايمان بالكتاب كاعلان من الله . وفي حين أن هذا يجعلها أشد خطرا فهو يجعلها صعبة المواج هة. فاذا كان الناسيرفضون شهادة الكتاب الموحى به عن لاهوت المسيح فعبثا نجادلهم في ذلك لانه لا يمكن لأي حجة أن تقنعهم مهما تكن قوة اقناعها عظيمة. ”الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لانه انما يحكم فيه روحيا“ (١ كورنثوس ٢ : ١٤). وكل من يعتنقون هذه الضلالة لا يستطيعون ادراك صفات المسيح أو رسالته ادراكا حقيقيا، ولا يعرفون تدبير الله العظيم لفداء الانسان.GC 570.2
ثم هنالك ضلالة أخرى ماكرة وخبيثة وهي الاعتقاد السريع الانتشار بأن الشيطان لا وجود له ككائن شخصي، وان الاسم الذي قد أطلقه عليه الكتاب انما ذكر فقط لتصوير أفكار الناس ورغائبهم الشريرة.GC 571.1
والتعليم الذي يرن صداه في كل مكان من المنابر الشهيرة والقائل ان المجيء الثاني للمسيح هو مجيئه لكل فرد في ساعة الموت، انما هو ميكدة لتحويل أفكار الناس عن مجيئه بنفسهِ على سحاب السماء . لقد ظل الش يطان يقول عدة سنين: ”ها هو في المخادع“ (متى ٢٤ : ٢٣ — ٢٦). وقد هلكت نفوس كثيرة بسبب هذه الضلالة.GC 571.2
ثم ان الحكمة البشرية تعلِّم أن الصلاة ليست أمرا جوهري ا. ورجال العلم يدعون أنه لا يمكن أن تكون هنالك اجابة حقيقية للصلاة، وان ذلك يكون خرقا للن واميس، وانه معجزة، والمعجزات لا وجود له ا. ويقولون ان الكون تحكمه نواميس ثابتة والله نفسه لا يفعل شيئا مناقضا لهذه النواميس . وهكذا يصورون الله على أنه محكوم ومرتبط بنواميسه، كما لو أن عمل النواميس الالهية يحرِّم على الله التمتع بالحرية الالهية . مثل هذا التع ليم مضاد لشهادة الكتاب .أفلم يصنع المسيح وتلاميذه معجزات ؟ ان ذلك المخلص الرحيم نفسه حي اليوم وهو يرغب في الاستماع الى صلاة الايمان كما كان حين كان يسير بين الناس بهيئة منظورة . ان الطبيعي يتعاون مع ما هو فوق الطبيعة . انه جزء من تدبير الله أن يمنحنا، إجابة لصلوات الايمان، ما لم يكن ليمنحنا اياه لو لم نطلبه.GC 571.3