يحصدون الزوبعة
ان الذين يعلمون الناس الاستخفاف والاستهانة بوصايا الله يبذرون بذار العصيان ليحصدوا ثماره نفسه ا. فاذا طرح الناس جانبا كل الروادع التي تفرضها شريعة الله فلا بد أن يستخفوا بالقوانين الانسانية . وبما ان الله ينهي عن أعمال الخيانة والطمع والكذب والغش فالناس يوشكون ان يدوسوا وصاياه كأنها حائل بينهم وبين النجاح العالمي . لكنّ نتائج إهمال هذه الوصايا ستكون عكس ما كانوا يقدرونه. فاذا لم تكن الشريعة ملزمة فلماذا يخشى الناس التعدي وا لعصيان ؟ لا يعود أحد يأمن على أملاكه، والناس يغتصبون أملاك جيرانهم . وأقوى الناس يصير اغناهم. والحياة نفسها لا تعود لها حرمة . وعهد الزواج لا يعود يقف حصنا مقدسا يحمي العائلة . والرجل المقتدر يمكنه اذا أراد أن يغتصب زوجة قريبه بالقوة . والوصية الخامسة يمكن ايض ا طرحها جانبا مع الرابعة . والاولاد لا يعودون يتورعون عن اغتيال آبائهم اذا كانوا بذلك يحصلون على رغبات قلوبهم الفاسدة . والعالم المتمدن يمسي قبيلة من اللصوص والسفاحين، وينتفي من الارض السلام والراحة والسعادة.GC 634.1
ان التعليم القائل بان الناس قد أحِلوا من اطاعة مط الب الله قد اضعف قوة الالتزام الادبي فاكتسحت العالم سيول الاثم . فالتمرد والاسراف والفساد قد غمرتنا كسيول عنيفة جارفة . فالشيطان يعمل في العائلة، ورايته ترفرف حتى في البيوت التي تدَّعي المسيحية . هناك الحسد والظنون الرديئة والرياء والنفور والمنافسة والخصومات وخيانة الامانات المقدسة والانغماس في الشهوات . فكل نظام المبادئ والتعاليم الدينية، الذي ينبغي أن يكون أساس الحياة الاجتماعية ودعامتها، يبدو أنه قد صار كتلة مترنحة توشك أن تنهار وتصير حطام ا. ان احط المجرمين عندما يلقى بهم في السجن لاجل جرائمهم تُرسل اليهم ا لهدايا ويعاملون باللطف والرعاية كما لو كانوا قد حصلوا على رفعة يُحسدون عليها وتضفى على أخلاقهم وجرائمهم شهرة عظيمة . والصحافة تنشر التفاصيل المنفِّرة للرذيلة، وهكذا تدرب الآخرين على ممارسة الاحتيال والسرقة وجرائم القتل، والشيطان يبتهج لنجاح خططه الجهنمية . ان سحر الرذيلة وحياة البطر والخلاعة، وتفشي الدعارة والسكر على نحو مرعب وحياة الاثم في كل اشكاله ينبغي ان توقظ كل من يخافون الله حتى يسألوا عما يجب عمله لايقاف تيار الشر.GC 634.2