Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل العاشر — تقدم الاصلاح في المانيا

    اثار اختفاء لوثر الغامض الرعب والفزع في كل ارجاء الماني ا. ففي كل مكان كان الناس يستخبرون عنه وانتشرت اشاعات طائشة مهتاجة عنه، واعتقد كثيرون انه قد قتل . وكانت هنالك مناحة عظيمة ليس فقط من جانب أصدقائه المخلصين المجاه رين بولائهم له بل أيضا من جانب آلاف ممن لم يجاهروا باعتناق مبادئ الاصلاح. وقد أقسم كثيرون قسما علنيا لينتقُمَّن لموته.GC 203.1

    رأى الرؤساء البابويون برعب عظيم الى أي مدى ثارت مشاعر الشعب ضدهم. فمع انهم ابتهجوا وتهللوا اذ سمعوا بخبر موت لوثر المزعوم فسرعان ما صاروا الآن يرغبون في الاختفاء بعيدا من غضب الشعب . ان اعداءه لم يكونوا يضطربون أمام أعظم الاعمال الجريئة التي قام بها وهو عائش بينهم بقدر اضطرابهم عند اختفائه . وأولئك الذين في غضبهم حاولوا اهلاك هذا المصلح الجريء امتلأت قلوبهم الآن خوفا وهلعا عندما صار أسير ا عاجز ا. وقد قال أحدهم: ”ان الوسيلة الوحيدة الباقية لنا لانقاذ انفسنا هي ايقاد المشاعل والبحث عن لوثر في العالم كله لكي نعيده الى الامة التي تلح في السؤال عنه“ (١٣٩). وقد بدا كأن مرسوم الامبراطور كان عديم القوة، واستشاط مبعو ثو البابا غضبا عندما رأوا أن ذلك المرسوم لم يسترع انتباه الناس ولا اهتمامهم بقدر ما استرعاه مصير لوثر.GC 203.2

    لكنّ خبر كونه سالما، وان يكن سجينا، هدَّأ مخاوف الشعب وزاد تحمسهم له. وبدأ الناس يقرأون مؤلفاته بحماسة أعظم مما قد فعلوا من قبل . وانضمت جماهير متزايدة الى دعوة هذا البطل الذي دافع عن كلمة الله في مثل تلك الظروف المخيفة . وبمرور الايام كان الاصلاح يعتز ويتقوى . والبذار الذي ألقاه لوثر نبت وظهر وترعرع في كل مكان . واحتجابه وغيابه انجز عملا ما كان يُستطاع انجازه لو كان حاضر ا. وقد أحس القادة الآخرون بان عليهم مسؤولية جديدة الآن بعد احتجاب قائدهم العظيم . فبايمان وغيرة عظيمين اندفعوا الى الامام ليعملوا كل ما في طوقهم حتى لا يتعطل العمل الذي بُدِئ به بمثل هذه الروعة.GC 204.1

    لكنّ الشيطان لم يكن خاملا . فلقد حاول الآن أن يعمل ما قد حاول عمله في كل حركات الاصلاح الاخرى، أي أن يخدع الناس ويهلكهم بالتمويه عليهم باصلاح زائف بدل الاصلاح الحقيقي . فكما كان يوجد مسحاء كذبة في القرن المسيحي الاول في الكنيسة المسيحية كذلك قام انبياء كذبة في القرن السادس عشر.GC 204.2

    فلقد قامت شرذمة من الناس متأثرة بالاهتياج الحادث في المحيط الديني وتصوَّروا انهم تلقوا وحيا خاصا من السماء وادعوا ان الله ارسلهم للتقدم في تكملة عمل الاصلاح الذي اعلنوا أن لوثر بدأه بضعف ووهن . لكنهم في واقع الامر كانوا يقوِّضون العمل نفسه الذي قام به . فلقد رفضوا المبدأ العظيم الذي هو أساس الاصلاح، أي ان كلمة الله هي الاساس الكافي للايمان والاعمال، واستعاضوا عن ذلك المرشد الذي لا يخطئ بالمقياس المتغير غير اليقيني، مقياس مشاعرهم وانفعالاتهم . وبهذا التصرف الذي بموجبه طرحوا كاشف الضلالات والاكاذيب جانبا أفسح المجال للشيطان ليسيطر على عقول الناس كما يشاء.GC 204.3

    وقد ادعى أحد اولئك الانبياء انه تلقى تعليمه من الملاك جبرائيل . وان طالبا ممن انضموا اليه ترك دراسته معلنا ان الله قد وهبه حكمة لتفسير الكلمة الالهية . وانضم اليهما أولئك الذين كانوا يميلون الى التعصب . لكنّ اجراءات هؤلاء المتعصبين لم يكن لها تأثير كبير . كانت كرازة لوثر قد أيقظ ت الناس في كل مكان ليحسوا بضرورة الاصلاح . أما الآن فان بعضا ممن كانوا أمناء أضلتهم ادعاءات هؤلاء الانبياء الجدد.GC 204.4

    تقدم متزعمو هذه الحركة الى وتنبرج وألحوا على ميلانكثون وشركائه بقبول دعوتهم قائلين: ”لقد أرسلنا الله لتعليم الشعب وكانت لنا أحاديث مع الرب. ونحن نعلم ماذا سيحدث . وبالاختصار نحن رسل وأنبياء ونستشهد بالدكتور لوثر“ (١٤٠).GC 205.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents