Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصراع العظيم

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    المعلمون يحتقرون الكلمة

    وقد أوقف التعصب عند حده الى حين، ولكن بعد ذلك بعدة سنين ثار باكثر عنف وكانت له نتائج أشد هولا . وقد قال لوثر عن المتزعمين لهذه الحركة: ”انهم يعتبرون الكتب المقدسة مجرد رسالة ميتة . وقد جعلوا كلهم يصرخون قائلين ”الروح ! الروح !“ ولكني بكل تأكيد لن أسير في ذلك الطريق الذي يقودهم فيه روحهم . ليحفظني الله برحمته من كنيسة لا يوجد فيها غير القديسين . اني اشتهي ان اعيش مع الفقراء والضعفاء والمرضى الذين يعرفون خطاياهم ويشعرون بها والذين يتنهدون ويصرخون الى الله دائما من أعماق قلوبهم للحصول على العزاء والعون“ (١٥٠).GC 210.3

    كان توماس مونزر انشط اولئك الرجال المتعصبين . كان رجلا ذا مقدرة عظيمة لو أحسن توجيهها لاعانته على أن يصنع خيرا، ولكنه لم يكن قد تعلم أول مبادئ الديانة الحقيقية. ”كانت قد تحكمت فيه رغبة في اصلاح العالم، ولكنه نسي، كما يفعل كل المتحمسين، انه ينبغي أن يبدأ باصلاح نفسه“ (١٥١). كان يطمع في الحصول على مركز ونفوذ، وكان يرفض أن يكون في المركز الثاني حتى بعد لوثر. وقد اعلن ان المصلحين اذ وضعوا سلطان الكتاب المقدس في مكان سلطان البابا انما كانوا يوطدون دع ائم شكل آخر من اشكال البابوية. كما ادعى قائلا انه هو نفسه مرسل من قبل الله لتقديم الاصلاح الحقيقي . وقال مونزر: ”ومن عنده هذه الروح فعنده الايمان الحقيقي حتى لو لم ير الكتاب المقدس في حياته“ (١٥٢).GC 210.4

    جعل أولئك المعلمون المتعصبون الانفعالات تتحكم فيهم اذ اعتبروا كل فكر وكل وازع صوتا من الله . ولهذا تجاوزوا الحدود . بل ان بعضا منهم احرقوا كتبهم المقدسة صائحين وقائلين: ”ان الحرف يقتل وأما الروح فيحيي“. وقد دغدغ تعليم مونزر رغبة الناس في الاشياء العجيبة، في حين انه أشبع كبرياءهم وغرورهم اذ انه في الواقع قدم الآ راء البشرية على كلمة الله . واعتنق تعاليمه آلاف من الناس . وسرعان ما شهَّر بكل الانظمة المتبعة في العبادة الجهارية، كما أعلن ان تقديم الطاعة للامراء هو كمحاولة عبادة الله وبليعال.GC 211.1

    ان عقول الناس اذ كانت قد بدأت تطرح بعيدا منها نير البابوية اخذت تتبرم من رواد ع السلطة المدنية . وتعاليم مونزر الثورية التي كانوا يدَّعون انها مصادق عليها من الله ساقت الناس الى طرح كل رادع أو ضابط، واطلاق العنان لتعصبهم وعواطفهم الثائرة . وقد تبعت ذلك ارهب الفتن والمنازعات فارتوت ارض المانيا بالدماء.GC 211.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents