تأثير الحياة الروحية

يقول الحكيم: “أذكر خالقك في أيام شبابك” لكن اعلموا يقيناً أن الدين لا يقودكم إلى حياة العبوسة و التجهم، أو يقف في طريق نجاحكم. إن دين المسيح لا يمحو أو حتى يضعف ذكاءكم ولا يعوق، بأي حال، سعيكم إلى السعادة الحقة، أو يقلل من شغفكم بالحياة، ولا يحملكم على إغفال أصحابكم أو الانقطاع عن حياتكم الإجتماعية. ولا يسدل على حياتكم لباساَ من مسوح، ولا محل فيه للتأوه أو التحسر. إن الذين يجعلون الله الكل و في الكل و فوق الكل هم أسعد الناس طرا، و لا يفارق الإشراق و الابتسامة محياهم. الدين لا يجعل الإنسان فظا خشناً و مهملاً و عادم اللطف، بل أنه على النقيض من ذلك، يصقل النفس و يسمو بها، و يجعل الذوق سليماً و الحكم سديداً، و يهيئ المرء لصحبة الملائكة و يؤهله للموطن الذي ذهب المسيح ليعده.SM 35.1

يجب أن لا ننسى إطلاقاً أن يسوع هو نبع للفرح و السعادة و أنه لا يسر ببؤس بني الإنسان، بل يود أن يراهم سعداء. أن أمام كل مسيحي مصادر كثيرة للسعادة و يمكن أن يعرف جيداً المسرات البريئة فيختارها، و له أن ينعم منها بكل ما ليس من شأنه أن يجر النفس إلى التعاسة و يقودها إلى الانحطاط، ولا ينتهي بالفشل و خيبة الأمل و لا يترك أثراً حزيناً يقضي على كرامة النفس، أو يسد الطريق إلى النفع. فالمسيحي في أمن ما استطاع أن يأخذ يسوع معه و يحتفظ بروح الصلاة...SM 36.1