Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

الصبا و الشباب

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    مثال إسحق

    ليس إنسان يخاف الله و يلتصق بآخر لا يخافه دون أن يعرض نفسه للخطر، “هل يسير إثنان معاً إن لم يتواعدا” (عاموس 3 : 3). إن سعادة العلاقة الزوجية و نجاحها يتوقفان على وحدة الفريقين، و لكن بين المؤمن و غير المؤمن فرقاً جوهرياً في الأمزجة و الأميال و الأغراض. إنهما يخدمان سيدين لا يمكن أن يكون بينهما وفاق، و مهما تكن مبادئ أحدهما طاهرة و مستقيمة فإن تأثير الشريك الآخر غير المؤمن لا بد من أن يميل بالمؤمن للابتعاد عن الله.SM 487.2

    إن من قد تزوج قبل تجديده يصير بعد تجديده تحت التزام أقوى لأن يكون أميناً لشريكه في الحياة مهما كان مبلغ اختلافهما في العقائد الدينية، غير أن مطاليب الله ينبغي أن تسمو فوق كل علاقة أرضية، حتى لو نتج عن ذلك اضطهادات و تجارب، فبروح المحبة و الوداعة يمكن أن يكون لهذا الولاء أثره في ربح الزوج غير المؤمن، و لكن زواج المسيحيين بالأشرار منهي عنه في الكتاب، فالرب يأمرنا قائلاً: “لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين” (2 كورنثوس 6 : 14 و 17 و 18).SM 487.3

    لقد أكرم الله إسحق إكراماً عظيما، إذ جعله وارثاً للمواعيد التي عن طريقها سيتبارك العالم، و مع ذلم فعندما بلغ الأربعين من العمر خضع لحكم أبيه في تعيين عبده المختبر الذي كان يخاف الله لاختيار زوجة له، و كانت نتيجة ذلك الزواج، كما هو مبين في الكتاب، صورة نضيرة جميلة للسعادة البيتية، “فأدخلها إسحق إلى خباء سارة أمه و أخذ رفقة فصارت له زوجة و أحبها. فتعزى إسحق بعد موت أمه”.SM 488.1

    ما أعظم الفارق بين الطريق الذي سار فيه إسحق و ذلك الذي يسير فيه شباننا في هذه الأيام، حتى بين المدعوين مسيحيين. فالشباب في غالب الأحيان يحسون أن حبهم لشخص من الجنس الآخر هو أمر شخصي لا يستشار فيه سواهم، و مسألة يحب ألا يتحكم فيها الله أو الوالدون. و قبل وصولهم إلى دور الرجولة أو اكتمال الأنوثة بوقت طويل يظنون أنفسهم أكفاء لأن يختاروا لأنفسهم بدون مساعدة والديهم، و لكن سنوات قليلة من سني الزواج هي في العادة كافية لإقناعهم بخطئهم. وغالباً ما يكون ذلك بعد فوات الفرصة، إذ لا يستطيعون تلافي النتائج المحزنة و المهلكة، لأن نفس الإفتقار إلى الحكمة و ضبط النفس اللذين أملياً الاختيار المتسرع يسمح بهما ليزيدا الشر استفحالاً حتى تصير العلاقة الزوجية نيراً ثقيلاً و نبع مرارة، و هكذا تتحطم سعادة الكثيرين في هذه الحياة، و يتحطم أيضاً رجاؤهم للعالم الآتي.SM 488.2

    إذا كان من موضوع يستوجب التأمل و الاهتمام و ينبغي أن يستشار فيه الناس المختبرون و المتقدمون في العمر فهو موضوع الزواج. و إذا كان من حاجة إلى استقاء المشورة من كتاب الله، و إلى طلب إرشاد الرب بالصلاة فذلك يكون قبل اتخاذ الخطوة التي تربط بين شخصين مدى الحياة.SM 489.1

    على الوالدين ألا يغفلوا مسؤوليتهم في ضمان سعادة أولادهم مستقبلاً، لقد كان احترام إسحق لمشورة أبيه نتيجة للتربية التي لها تعلم أن يحب حياة الطاعة، فحين طلب ابراهيم من أولاده أن يحترموا سلطة الأبوين كانت حياته شهادة على أن تلك السلطة لم تكن أنانية ولا تعسفية، بل كانت مبنية على المحبة، و كان هدفها خيرهم و سعادتهم.SM 489.2

    و على الآباء و الأمهات واجب توجيه عواطف الجنسين حتى تتركز في الذين يكونون أزواجاً و زوجات صالحين، عليهم أن يشعروا بأنه يجب عليهم بتعليمهم و مثالهم و بمعونة نعمة الله أن يصوغوا أخلاق أولادهم منذ سنيهم الباكرة، ليكونوا أنقياء و نبلاء، و ليحبوا كل ما هو صالح و حق. و شبيه الشيء منجذب إليه، و الشبيه بقدر من يشاكله، لتغرس في النفس محبة الحق و الطهارة و الصلاح في بكور الحياة، و حينئذ سيبحث الشبيبة عن الوسط الذي يجدون فيه من هم على شاكلتهم في الأخلاق...SM 489.3

    المحبة الصادقة هي مبدأ سام و مقدس، و تختلف اختلافاً بيناً عن تلك المحبة التي يوقظها الدافع و التي تموت فجأة عندما تجوز في اختبار صارم. إن الشباب، بأمانتهم لواجباتهم في بيوت آبائهم، يعدون أنفسهم لبيوتهم الخاصة، فليتدربوا هنا على إنكار الذات، و ليظهروا الشفقة و اللطف و العطف المسيحي، و هكذا يظل القلب عامراً بالمحبة. و إن الذي يخرج من مثل هذا البيت ليصير رب عائلة سيعرف كيف يرفع من شأن سعادة تلك التي اختارها لتكون شريكته مدى الحياة، و إذ ذاك فإن الزواج بدلاً من أن يكون نهاية الحب سيكون بدايته — (الآباء و الأنبياء ص 148 — 150).SM 490.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents