الأمانة في الحياة اليومية

عمل الله كامل بجملته، لأنه كامل في كل جزء منه مهما كان صغيراً. إنه يصنع و يشكل وريقة العشب الصغيرة بالعناية نفسها التي يصنع و يشكل بها عالماً، فإن كنا نرغب في أن نكون كاملين كما أن أبانا الذي في السموات هو كامل، علينا أن نكون أمناء في عمل الأشياء الصغيرة. أياً يكن عملك، أعمله بأمانة. قل الحق فيما يتعلق بأصغر الأمور، و اعمل كل يوم أعمالاً جميلة، و تكلم كلمات مبهجة، ووزع إبتسامتك على طول درب الحياة، فإذ تعمل ذلك تنال رضا الله و سيقول لك المسيح يوماً: “نعماً أيها العبد الصالح و الأمين”.SM 147.1

و في يوم الدينونة، فإن الذين بقوا أمناء في كل يوم من أيام حياتهم، الذين كانوا سريعين في رؤية عملهم وفي أدائه، غير مفتكرين بالمديح أو الربح المادي، سيقول لهم الرب “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم” فالمسيح لا يمتدحهم على ما ألقوه من خطب رنانة، أو أظهروه من مقدرة عقلية جبارة، أو بذلوه من تبرعات مالية سخية، و إنما يكافئهم على ما فعلوه من أمور صغيرة التي عادة ما يغفلها الناس و يتغاضون عنها. يقول: “جعت فأطعمتموني.. بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم” — (ج: 17 كانون الثاني — يناير 1901).SM 147.2

* * * * *