حين تقع المنازعات
إذا أخفق الزوجان في اخضاع قلبيهما لله يصبح من الصعب عليهما تسوية منازعاتهما العائلية حتى حين يسعيان كلاهما لإيجاد تسوية عادلة بشأن شتى واجباتهما. كيف يستطيع الزوج أو الزوجة تقسيم مصالح حياتهما البيتية والإبقاء مع ذلك على ما يشدهما إلى أحدهما الآخر من روابط المحبة ؟ ينبغي أن تكون لهما مصالح موحدة في كل ما له صلة بمقومات بيتهما. وإذا كانت الزوجة مسيحية حقيقية, فهي توحد مصلحتها مع مصلحة زوجها كشريكة حياته, لأن الزوج هو رأس البيت. CCA 232.3
إن روحك لعلى خطأ, فأنت حين تتخذ موقفا, لا تزن الأمر جيدا وتتصبر في ما لا بد من أن ينتج عن تشبثك بآرائك, وتفردك بمزجها بصلواتك وأحاديثك, وأنت عالم أن زوجتك لا تستمسك بنفس ما تستمسك به أنت من آراء. وبدلا من احترام شعور زوجتك والعمل بلطف, شأن الرجل الفاضل, على اجتناب تلك المواضيع التي تعلم أنكما فيها مختلفان فإنك لم تكف عن الخوض في مواضيع تستدعي الإعتراض, وتصر على التعبير عن آرائك, غير عابيء باي ممن هم حولك. لقد شعرت بأن لا حق للغير في أن ينظروا الأمور بغير منظارك. هذه ثمار لا تحملها الشجرة المسيحية. CCA 233.1
افتحا, أخي وأختي, باب القلب ليدخل يسوع. ادعواه إلى هيكل النفس. ساعدا أحدكما الآخر على تذليل ما ينشأ عند الجميع من عقبات في الحياة الزوجية. إن انتصاركما على خصمكما إبليس يقتضيكما صراعا عنيفا ولابد لكما, إذا أردتما معونة الله لكما في هذه المعركة من أن تتحدا في العزم على إحراز الغلبة, وتكفا شفاهكما عن التفوه بكلمات باطلة, حتى لو اقتضاكما ذلك أن تجثوا ليصرخ كل منكما : ” يا سيد انتهر خصم نفسي “ CCA 233.2
حين يعمل الزوجان مشيئة الله فسيحترمان أحدهما الآخر, وينميان فيهما المحبة والثقة. ينبغي لهما أن يصدا كل ما من شأنه افساد سلام العائلاة ووحدتها, ويرعيا اللطف والمحبة. ومن تحلى بروح الرقة والصبر والمحبة سيجد أنه سيعامل هو أيضا بهذه الروح عينها. وحيثما ساد روح الله انعدم الكلام عن عدم التوافق في العلاقة الزوجية. إذا تصور المسيح حقا فيهما رجاء المجد فسيكون في البيت اتحاد ومحبة. وحيث أن المسيح نفسه يسكن في قلب الزوجة وقلب الزوج فيسكون قلبهما في وفاق, وسيكون هناك سعي مشترك في طلب المنازل التي ذهب المسيح ليعدها للذين يحبونه. CCA 233.3
إن اللذين يعتبرون العلاقة الزوجية إحدى فرائض الله المقدسة, محفوظة بوصيته المقدسة, سينقادون لما يأمرهم به العقل. CCA 234.1
أحيانا يتصرف الرجال والنساء في الحياة الزوجية مثل أطفال معوجين عادمي التهذيب. يركب كل من الزوجين رأسه, لا يريد الإذعان. هذا الوضع من الأمور لا يجلب إلا التعاسة الكبرى, فينبغي أن يكون كل من الزوج والزوجة مستعدا للتخلي عن رأيه, إذ لا سبيل إلى السعادة ما دام كل منهما مصرا على فعل مسرته. CCA 234.2
ليس من قوة أرضية تستطيع ضمكما معا بربط الوحدة المسيحية إذا لم يكن هناك صبر متبادل. إن إلفتكما في العلاقة الزوجية ينبغي أن تكون وثيقة ولطيفة, مقدسة وسامية, تشيع قوة روحية في حياتكما حتى تقوما كل للآخر بكل ما تطلبه كلمة الله منكما حين تبلغان الحالة التي يريدكما الله أن تبلغاها فستجدان السماء هنا, وان الله في حياتكما. CCA 234.3
اذكرا, يا أخي ويا أختي العزيزين, ان الله محبة, وأنكما تقدران بنعمته ان تفلحا في اسعاد أحدكما الآخر حسبما قد تعاهدتما عليه في الزفاف.CCA 235.1
تستطيعان بنعمة الله أن تحرزا الغلبة على الذات ومحبة الذات, وإذ تحييان حياته, متحللين بإنكار النفس في كل مرحلة, ومداومين على اظهار المزيد من العطف من هم في حاجة إلى المساعدة فستحرزان النصر تلو النصر. ويوما فيوما ستتعلمان طرقا أفضل للتغلب على الذات وتشديد نقاط الضعف في الخلق, وسيكون الرب يسوع نوركما وقوتكما وتاج ابتهاجكما, لأنكما تسلمان ارادتكما لإرادته. CCA 235.2