هناك فروع عديدة من العمل تقوم بها الممرضة المكرسة, هناك فرص تتهيأ للمرضة الحسنة التدريب لتذهب بين العائلات, وتسعى لإثارة الإهتمام بالحق. ففي كل مجتمع, تقريبا, إناس كثيرون لا يحضرون أي خدمة دينية, فإذا أريد الكرازة لهم بالإنجيل فلا بد من موافتهم به إلى بيوتهم. فالممرضات المكرسات إذ يعنين بالمرضى ويغثن المساكين في ضيقهم تتاح لهن فرص كثيرة ليصلين معهم, ويقرأن لهم من كلمة الله ويحدثنهم عن المخلص. ويستطعن أن يصلين مع القاصرين ولأجلهم, الذين لا يملكون من قوة الإرادة ما يمكنهم من ضبط الشعوات التي أفسدتها الإنفعالات, وأن يدخلن شعاعة من الرجاء إلى حياة الفاشلين والمنكسري القلوب, وأن محبتهن غير الأنانية التي يظهرنها في أعمال اللطف الخالص من شأنها أن تمهد لهؤلاء المتألمين سبيل الإيمان بمحبة المسيح.CCA 468.4

لقد أظهر لي أن العمل الطبي الخيري سيكشف, في أعماق الإنحطاط إناسا سبق أن كانت لهم عقول راجحة ومؤهلات رفيعة, الذين يمكن انتشالهم من حالتهم بالعمل اللائق. إن الحق كما هو في يسوع هو الذي يجب عرضه على الناس بعد أن تقدم لهم العناية, برفق, وتسد حاجاتهم الجسدية. والروح القدس يعمل ويتعاون مع الذين يعملون من أجل نفوس كهذه, وسيجل بعضهم الأساس القائم على الصخر لإيمانهم الديني. CCA 469.1

اليد اليمنى تستعمل لفتح الأبواب التي منها يدخل الجسم. وذلك هو الدور الذي يجب أن يلعبه العمل الطبي الخيري, فمهمته, بالأكثر, أن يعد الطريق لقبول الحق الخاص بالزمن الحاضر. وإن جسما بلا يدين لا نفع منه. فإذا أكرمت الجسم فلا بد من إكرام اليدين المساعدتين أيضا, اللتين هما من عظم الأهمية بحيث لا يقدر الجسم بدونهما أن يفعل شيئا, ولذا فإن الجسم لا يكترث لليد اليمنى, ويرفض ما تقدمه له من مساعدة لا يستطيع أن ينجز شيئا.CCA 469.2

إن تطبيق الإنجيل في الحياة والتمسك بمبادئه رائحة حياة لحياة. فالأبواب التي ظلت مغلقة في وجه الذي يقتصر عمله على الوعظ بالكلمة ستفتح أمام الطبيب الخادم النابه. إن الله يصل إلى القلوب عن طريق شفاء الآلام الجسدية. وبذرة الحق تلقى في العقل, والله هو الذي يسقيها, وقد يحتاج الأمر إلى الكثير من الصبر قبل أن تظهر بوادر الحياة على هذه البذرة, ولكنها أخيرا تفرخ وتأتي باثمار للحياة الأبدية. CCA 470.1

عمل يتحد فيه الكل

طعامنا