Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

التربيـــة

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الإيّمَان والصَّلاة

    الايمان هو الثقة بالله ، والوثوق بانه يحبنا ويعرف أفضل معرفة ما هو لخيرنا . وهكذا فبدلا من كوننا نختار طريقنا فالايمان يقودنا لاختيار طريق الرب . وبدلا من قوته , وبدلا من أثمنا نقبل بره . أن حیاتنا وذواتنا هی له من قبل . فالایمان یعترف بملكیته ویقبل برکتها . لقد أشير الى الحق والاستقامة والطهارة على انها اسرار نجاح الحياة . والایمان هو الذي يملكنا هذه المبادئTr 298.1

    ان كل وازع او طموح صالح هو عطية الله ، والايمان يقبل من الله الحياة التي هي وحدها تنتج النمو والمقدرة الحقيقيينTr 298.2

    یجب أیضاح كیفیة تدریب الایمان . أن کل وعد من مواعید الله له شروط . ان رغبنا في عمل أراداته فکل قوته تكون لنا . فأية عطية يعدنا بها هي في الوعد ذاته ” الزرع هو کلام الله ” ( لوقا ۸ : ۱۱ ) . فکما نؤکد ان البلوطة هي في ثمرتها فكذلك نعلم يقينا ان هبة الله هي في وعده . فان قبلنا الوعد فلنا البركة او الهبةTr 298.3

    أن الايمان الذي يقدرنا على قبول هبات الله هو في ذاته عطية يعطى قدر منها لكل انسان . الايمان ينمو اذ يدرب علی تطبیق کلمة الله . ولکی ینمو الایمان ویتقوی علینا ان تکثر من ایصاله بالکلمةTr 299.1

    وفي درس الكتاب يجب أرشاد الطالب لرؤية قوة كلمة الله . ففي الخلق ” قال فکان ” . هو أمر فصار ” وهـــو « یدعو الاشیاء غیر الوجودة کأنها موجودة » ( مزمور ۳۳ : ۹ : رومیة 4 : ۱۷ ) . لانه عند ما یدعو توجدTr 299.2

    کم من مرة صمد الدین اتکلوا علی کلمة الله أمام قوة العالم کله مع انهم فی ذواتهم کانوا عاجزین عجزا کاملا - كأخنوخ النقي القلب الذي كانت حياته مقدسة الذي تمسك بایمانه بنصرة البر ضد جیل فاسد ساخر ، ونوح وبيته ضد أهل زمانه الرجال الجبابرة في قوة اجسامهم وعقولهم ، ذوي الاخلاق الفاسدة جداً ، والعبرانيون عند بحر سوف ، الذین کانوا جمهورا من العبید العاجزین المذرعورین ضد اقوی جیشں لاعظم امة علی کرۃ الارض ، وداود الفتى الراعي اذ أعطاه الله الوعد بالعرش ضد شاول الملك المثبت علی عرشه والذی کان متمسكا بسلطانه ، وشدرخ ورفاقه في أتون النار ضد نبوخذنصر الجالس على عرشه ، ودانیال فی وسط الاسود ضد أعدائه الذین کانوا يحتلون مناصب عالية في المملكة , ویسوع علی الصلیب نسد كهنة اليهود ورؤسائهم وهم يرغمون حتى الوالي الرومانی نفسه علی تنفیذ أرادتهم , وبولس المكبل بالسلاسل والقیود و هو یقاد لیموت کمجرم ، ضد نیرون الطاغیة الجالس علی عرش الامبراطوریة التي کانت تحكم العالم Tr 299.3

    وأمثال هؤلاء الذين كانوا مثلا ، لا يوجدون في الكتاب المقدس وحده . بل يوجدون بكثرة في كل تاريخ للتقدم البشري . فالولدنسيون والهيجونـــوت وويكلف وهس وجيروم ولوثر وتندل ونوکس وزنزندورف ووسلي مـع جماهیر أخري کثيرة شهدوا لقوة کلمة الله ضد السلطان والسياسة البشريين اللذين كانا يساندان الشر. هؤلاء هم أشراف العالم الحقيقيون وهذا هو نسلهم الملكي . وفي هذا الصف يطلب من شباب اليوم أن يأخذوا أماكنهم Tr 300.1

    الایمان تدعو الیه الحاجة فی شؤون الحیاة الصغری کما في الكبرى . وفي كل مصالحنا وأشغالنا اليومية تصير قوة الله المسندة حقيقية بالنسبة الينا بواسطة الثقة الثابتة Tr 300.2

    أن الحياة اذ ننظر اليها من الناحية البشرية هي بالنسبة للجمیع طریق غیر مطروق . و هو طریق يسیر کل منا فيه بمفرد فيما يختص باختباراتنا الاعمق . فلا يمكن لانسان آخر ان يتغلغل تغلغلا كاملا في حياتنا الداخلية . فاذ يبدأ الطفل في رحلة الحياة التي لا بد له ان يختار طريقه فيها ان عاجلا او آجلا ، وهو بنفسه يقرر نتائج الحياة للأبد ، فكم يجب أن يكون مسعاه جادا و غيورا لتوجیه ثقته الی المرشد و العین الامین !Tr 300.3

    ولا يوجد تاثیر یضارع الاحساس بحضور الله کدرع و يفي من التجربة وإلهام بالطهارة والحق . ” كل شيء عریان و مکشوف العینی ذلک الذي معه امرنا ” “عیناك اطهر من أن تنظرا الشر ولا تستطيع النظر الى الجور ” (عبرانیین 4 : 13؛ حبقوق ۱ : ۱۳ ) . کان هذا الفکر هو الترس الذی احتمی به یوسف في وسط مفاسد مصر . و قد اجاب علی غوایات التجربة بقوله الثابت : ” کیف اصنع هذا الشر العظیم و اخطیء الی الله ” ؟ ( تکوین ۳۹ :۹) . مثل هذا الترس سیقدمه الایمان لکل نفس تقابلهTr 301.1

    ان الشعور بحضور الله هو وحده الذي يطرد الخوف الذي يجعل حياة الطفل الجبان عبئا ثقيلا . فليرسخ في عقله وعد الرب القائل : ” ملاك الرب حال حول خائفيه وینجیهم ” ( مزمور 34 : ۷ ) . ولیقرأ قصه البشع العجيبة في المدينة الجبلية أذ كان يتوسط بينه وبين جيوش الاعداء المسلحين جيش من ملائكة السماء يحيط به . ولیقرأ کیف أن ملاك الله ظهر لبطرس وهو سجین محکوم علیه بالوت ، وکیف أن الملاك جاز بـه في وسط۔ الحراس المسلحين والابواب الهائلة وباب الحديد بعوارضها واقفالها واخرج خادم الله سالما . وليقرأ عن ذلك المشهد الذي حدث في البحر عندما خاطب بولس الاسير العسكر والبحارة الذين كانت تسوقهم العاصفة ، وهم متعبون وقد أضناهم السهر والصوم الطويل ، وهو في طريقه للمحاكمة والاعدام ، بذلك الكلام كلام الشجاعة والرجاء قائلا : ” انذرکم أن تستروا لانه لا تکون خسارة نفس واحدة منكم . . . لانه وقف بي هذه الليلة ملاك الإله الذي أنا له والذي اعبده قائلا لا تخف يا بولس. ينبغي لك أن تقف امام قیصر • وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك” . فاذ آمان بولس بهذا الوعد أکد لرفاقه قائلا : ” انه لا تسقط شعرة من رأس واحد منکم ” . وهكذا حدث . فلانه “وجد في تلك السفينة رجل واحد استطاع الله أن يعمل بواسطته فقد حفظ ركاب تلك السفينة من العسكر والبحارة الوثنيين .” الجميع نجوا الى البر ” ( أعمال 22:27 ـــ24 و34 و44 )Tr 301.2

    هذه الأمور کتابت لاجلنا لا لجرد کوننا نکتفیی بقراء تها ونعجب بها ، ولكن لكي يعمل فينا الايمان الذي عمل في خدام الله قديما . فبنفس الطريقة الملحوظة التي بها عمل حينئذ سيعمل الآن أينما وجدت قلوب مؤمنة لتكون قنوات لقدرتهTr 302.1

    ليتعلم أولئك الذين لا يثقون بذوأتهم الذين يجعلهــم افتقارهم الی الاعتماد علی النفس یترا جمون أمام الاهتمام والمسؤولية أن يعتمدوا على الله . وهكذا فكثيرا ما يحدث أن أنسانا يحسب نفسه صفرا لا قيمة نه في العالم وهو انسان عاجز و عبء علی غیره سیکون قادرا أن یقول مع الرسول :” استطیع کل شیء فی المسیح الذي قوینی ” ” فیلبي 4: ۱۳”Tr 302.2

    تم أن الطفل السريع في الامتعاض من الاضرار التي تقع علیه یقدم له الايمان دروسا ثمینه .أن الميل لمقاومة الشر او للانتقام للظلم کثیر ما یحفز الانسان علیه الشعور الحاد بالعدل والروح الناشطة القوية . فليتعلم مثل هذا الطفل أن الله هو الحارس الأبدي للحق . انه يرعى تلك الخلائق التی هکذا احبها حتی بذل ابنه الحبیب لیخلصها ، رعایة رقيقة . وهو سيتعامل مع كل فاعل شرTr 303.1

    ” لانه من یمسکم یمس حد قة عینه ” ( زکریا ۲ : ۸ ) Tr 303.2

    ” سلم للرب طريقك وأتكل عليه وهو يجري . . . يخرج مثل النور برك وحقك مثل الظهيرة ” ( مزمور 3٧ : ٥ و ٦ ) Tr 303.3

    ” ويكون الرب ملجأ للمنسحق. ملجأ في أزمنة الضيق . ویتکل علیك العارفون اسمك ۰ لانك لم تتراك طالبیك یا رب ” ( مزمور ۹ : ۹ و 0 ۱)Tr 303.4

    أن الله يأمرنا بأن نظهر للآخرين نفس الحنان الذي یظهره هو لنا . فلینظر المندفعون والمتکلون علی أنفسهم ومحبو الانتقام ولیشاهدوا ذاك الودیع الهادیء وهو یساق كشاة الى الذبح ، وبدون أن يثأر لنفسه كان كنعجة صامتة أمام جازیها . ولی نظروا إلي متن قد طعناه بخطایانا . واوجاعنا تحملها حتى يتعلموا أن يحتملوا ويصبروا ويغفرواTr 303.5

    و عن طریق الایمان بالمسیح یمکن سد فراغ کل نقص فی الخلق ، و تطهیر کل نجاسة و تصحیح کل خطإ و انماء کل فضيلة وتفوقTr 303.6

    ” وانتم معلوؤون فیه ” ( کولوسی ۲ : ۱۰ )Tr 304.1

    أن الصلاة والايمان مرتبطان معا ويجب دراستهما معا. ففي صلاة الايمان يوجد علم الهي ، وهو علم يجب علی کل من یرید أن یجعل عمل حیاته ناجحا أن یتفهمه. یقول المسیح : ” کل ما تطلبونه حینما تصلون فآمنوا أن تنالوہ فیکون لکم ” ( مرقسیں ۱۱ : ٢٤ ) . وھو یوضح لنا ان سؤالنا يجب أن يكون بحسب أرادة الله ، فيجب علينا أن نسأل الاشیاء التی قد وعد بها ، و کل ما نناله یجب استعماله فی عمل ارادته . فمتی اتممنا الشروط فالوعد یکون قاطعا وأکیداTr 304.2

    يمكننا ان نسأل غفران الخطية وحلول الروح القدس والطبع الشبیه بطبع المسیح والحكمة والقوة لاتمام عمله وأية عطية أخرى وعد بها ، وحينئذ فلنؤمن أننا ننال ، ونتعلم أن نشکر الله لاننا قد نلناTr 304.3

    ولا حاجة بنا الى انتظار برهان خارجي على البركة . فالعطية هي في الوعد ونحن يمكننا أن نباشر عملنا ونحن متأکدون من أن ما وعد به الله هو قادر علی أتمامه ، وأن العطیة التی قد ۔ أمتلکناھا ستتحقق حینن نکون فی اشد الحاجة اليهـاTr 304.4

    و کوننا نحیا هکذا بکلمة الله معناه تسلیم کل الحیاة له. و سیکون هنبال احساس مستمر بالحاجة والاعتماد وانجذاب القلب الى الله . أن الصلاة ضرورة لانهاا حياة النفس . الصلاة العائلية والصلاة الجهارية لهما مكانهما ، ولكن الشركة السرية مع الله. هي التي تسند حياة النفس و تعضـدهـا Tr 304.5

    أن موسى أذ كان في الجبل مع الله رأى مثال ذلك المسکین العجیب المزمع أن یکون مکان مجده. ونحن اذ تكون في الجبل مع الله - في ستر الشركة ـ نتأمل في مثله الاعلی المجید البشریة . و هکذا سنکون قادرین علی أن نصوغ بناء أخلاقنا حتی یمکن أن یتم لنا وعده القائل : ” أني سأسکن فیهم و أسير بینهم و أکون لهم الها و هم یکونون لی شعبا ” ( ۲ کورنثوس 1 : 16 )Tr 305.1

    أن يسوع في ساعات صلاته الانفرادية نال في حياته الارضية الحكمة والقوة . فليتبع الشباب مثاله في كونهم يجدون في الفجر وعند الغسق فرصة هدوء للتحدث مع أبيهم السماوي . ومدی ساعات اليوم ليرفعوا قلوبهم ألي الله . وفي كل خطوة نخطوها في طريقنا يقول لنا : ” أنا الرب الهك الممسك بیمینك . . . لا تخف أنا اعینك ” 1( أشعیاء 41 : 13 ) . فلو أمکن لاطفالنا ان یتعلموا هذه الدروس في بكور سني حياتهم فأي نضارة وقوة وأي فرح وعذوبة يمكن أن تتغلغل في حياتهم!Tr 305.2

    هذه دروس لا یمکن لمن لم یتعلمها أن یعلمها لغیره . فلأن كثيرين من الوالدين والمعلمين يعترفون بأنهم يؤمنون بکلمة الله فی حین أن حیاتهم تنکر، قوتها ، لهذا السبب لیس التعلیم الکتاب تأثیر أعظم علی الشباب . أحيانا یحس الشباب بقوة الكلمة ويرون عظمة محبة المسيح . ويرون جمال صفاته و امکانیات الحیاة المسلمة الخدمته . ولکنهم على العكس من ذلك يرون حياة من يعترفون بأنهم يوقرون وصايا الله . ما أكثر الذي ينطبق عليهم الكلام الذي قيل لحزقیال النبی :Tr 305.3

    ” يتكلم الواحد مع الآخر الرجل مع أخيه قائلين هلم أسمعو ماهو الكلام الخارج من عند الرب . ويأتون أليك كما يأتي الشعب و يجلسون أمامك كشعبي يسمعون کلامك ولا یعملون به لانهم بافواههم هم یظهرون أشواقا وقلبهم ذاهب وراء کسبهم. وها انت لهم کشعر اشواق لجميل الصوت يحسن العزف فيسمعون كلامك ولا يعملون به ” ( حزقیال ۳۳ : ۳0 ــ ۳۲ )Tr 306.1

    أن کوننا نعامل الکتاب القدسں ككتاب یحتوی علی أرشادات أدبية ليلتفت اليه حسبما يتفق و روح العصر و مرکزنا فی العالم - هذا شیء . أما کوننا نقدره کما هو في حقيقته ـ كلمة الله الحية ، الكلمة التي هي حياتنا ، الكلمة التي تصوغ أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا - فهدا شيء آخر . و کوننا نقدرها تقدیرا أقل من هذا هو رفض لها . وهذا الرفض من جانب من يعترفون بأنهم يؤمنون بها هو من أهم الاسباب لوجود الشك والالحاد في قلوب الشباب Tr 306.2

    أن شدة وضائقة لم تر من قبل تمسك الآن بتلابيب العالم . ففي اللهو وفي جمع المال وفي التسابق على السلطان وفي نفس الصراع لاجل البقاء توجد قوة رهيبة تسيطر على الجسم والعقل والنفس . وفي وسط هذا الاندفاع الجنوني یتکلم الله . فهو یأمرنا بأن ننفرد ونتحداث معه : ” کفوا و اعلموا أني أنا الله ” (مزمور 46: ۱۰ ) Tr 306.3

    أن کثیرین حتی فی أوقات التعبد هذه لا یحصلون علی بركة التحدث مع الله . أنهم في عجلة من أمرهم . فبخطوات سريعة يشقون لانفسهم الطريق في وسط دائرة حضور المسيح المحب ، وربما يتوقفون لمدى برهة في داخل النطاق المقدس ، ولكنهم لا ينتظرون ليطلبوا النصح والمشورة . لا وقت لديهم يقضونه مع المعلم الالهي . فيعودون الى اعمالهم . وأعباؤهم تثقل كواهلهمTr 307.1

    هؤلاء الخدام لا يستطيعون أبدا أن يظفروا باسمی نجاح ما لم يتعلموا سر القوة . عليهم أن يعطوا أنفسهم وقتا التفكير والصلاة وانتظار الله في طلب قوة بدنية وعقلية وروحية . فهم بحاجة الى قوة روحه المسندة والرافعة . وأذا يحصلون عليها سينتعشون بحياة جديدة ، فالجسم المضنى والعقل المرهق ينتعشان والقلب المثقل ببتهج Tr 307.2

    اننا لا نحتاج الى وقفة قصيرة لمدى لحظة في حضرة السيد بل الى اتصال شخصي بالمسيح في عشرة معه ـ هذا منحنا بحاجة الیه . و طوبی لاطفال بیوتناوطلبة مدارسنا عندما يتعلم الوالدون والمعلمون في حياتهم الاختبار الثمين الذي تصوره هذه الکلمات فی نشید الانشاد :Tr 307.3

    ” کالتفاح بین شجر الوعر کذالك حبیبی بین البنین تحت ظله اشتهیت أن اجلس و ثمرته حلوة الحلقی ادخلنی ألي بیت الخمر و علمه فوقی محبة ” ( نشيد الانشاد 2: 3 و 4 )Tr 307.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents