Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

خدمة الشفاء

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    ٣ - اختيار البيت وإعداده

    إن الإنجيل هو مبسّط مدهش لمشاكل الحياة. فلو أطعنا تعاليمه لوجدنا حلا لكثير من الأمور المربكة ولأُنقذنا من أخطاء كثيرة. فهو يعلمنا أن تقدر الأشياء بقيمتها الحقيقية ونبذل أقصى جهودنا في الأشياء التي لها أعظم قيمة — الأشياء الباقية. هذا الدرس يحتاج إلى تعلمه أولئك الذين تقع على عواتقهم مسؤولية اختيار البيت. فيجب ألا يسمحوا لأنفسهم بالانحراف عن الغرض الأسمى، وليتذكروا أن البيت الأرضي يجب أن يكون رمزاً وإعداد للبيت الذي في السماء. فالحياة مدرسة للتدريب والتعليم يتخرج فيها الآباء والأولاد ليدخلوا المدرسة العالية في مساكن الله. وعند البحث عن موقع مناسب لبيت فليوجه هذا الغرض اختيار الإنسان ، لا تسمح لشهوة الغنى بأن تتحكم فيك ولا كذلك مطالب الموضة أو عادات المجتمع. بل فكر فيما من شأنه أن ينتهي بك بالأكثر إلى البساطة والطهارة والصحة والقيمة الحقيقية.KS 226.1

    في كل أرجاء العالم صارت المدن مرتعا للرذيلة. وفي كل مكان توجد مناظر الشر وضوضاؤه . وفي كل مكان توجد المغريات على الشهوانية والخلاعة. إن تيار الفساد والجريمة يعج ويطمو بلا انقطاع. وكل يوم يحمل إلينا أنباء الاغتصاب والظلم - من سرقات إلى جرائم القتل إلى حوادث الانتحار وغيرها من الجرائم التي لا حصر لها .KS 226.2

    إن الحياة في المدن كاذبة ومصطنعة. في الشهوة الطاغية في سبيل اقتناء الثروة ، ودوامة الإثارة ، والاهتياج وطلب المسرات والتعطش إلى التفاخر والمباهاة والترف والاسراف ، كل هذه قوات تعمل على تحويل عقول جموع غفيرة من بني الإنسان عن الغرض الحقيقي للحياة. وهي تفتح الطريق أمام شرور لا حصر لها. وان لها على الشباب قوة لا يكادون يقوون على مقاومتها.KS 226.3

    ومن بين أخبث التجارب وأخطرها التي تهاجم الأولاد والشباب محبة الملذات. أيام العطلة كثيرة والالعاب وسباق الخيل تجتذب الآلاف، ودوامة الاهتياج والسرور تجذبهم بعيدا عن واجبات الحياة الرشيدة. والمال الذي كان يجب أن يدخر للسرقة في أشياء أفضل يذر على التسليات.KS 226.4

    وعن طريق عمل شركات الاحتكار ونتائج نقابات العمال والإضرابات تبدو الحياة في المدينة أشق مما كانت باستمرار ويوما بعد يوم . إن أمامنا اضطرابات خطيرة، والنزوح عن المدينة سيصبح أمرا لا مندوحة عنه الكثير من العائلات.KS 227.1

    والبيئة الطبيعية في المدن غالبا ما تكون خطرا على الصحة. فالتعرض المستمر للاصابة بعدوى المرض ، وانتشار الهواء الفاسد والماء الملوث والطعام القذر، والمساكن المزدحمة بالسكان والمظلمة وغير الصحية، هي قليل من كثير من الشرور التي يلاقيها الناس .KS 227.2

    لم يكن قصد الله أن يُحشر الناس في المدن في الشرفات والمساكن. ففي بدء الخليقة وضع أبوينا في وسط المناظر الجميلة والأصوات التي يرغب في أن نفرح بها في هذه الأيام. فكلما زدنا قربا من الانسجام مع تدبير الله الأصلي كان موقفنا أكثر توافقا للحصول على صحة البدن والعقل والنفس .KS 227.3

    إن الحصول على مسكن غالي التكاليف والأثاثات المتقنة الصنع والتفاخر والترف والراحة لا تكفل الشروط الجوهرية لضمان حياة سعيدة نافعة. لقد أتى يسوع إلى هذه الأرض ليتمم أعظم عمل يمكن إتمامه بين الناس. لقد جاء كسفير الله ليعلمنا كيف نعيش بحيث نحصل على أفضل نتائج الحياة. فماذا كانت الظروف التي قد اختارها الأب السرمدي لابنه؟ بيت يقع بين تلال الجليل وعائلة تُعال بالعمل الامين الشريف ، وحياة البساطة، والصراع مع الصعوبات والمشقات كل يوم ، وإنكار الذات والاقتصاد والخدمة الصابرة المبهجة، وساعة للدرس إلى جوار أمه مع السفر المقدسة المفتوح ، و سكون الفجر ونور الغسق في الوادي اليانع، وخدمات الطبيعة المقدسة، ودراسة أعمال الخلق والعناية الإلهية، وشركة النفس مع الله — كانت هذه هي الحالات والفرص في حياة يسوع الباكرة.KS 227.4

    وقد كانت هذه الحال مع الغالبية العظمى من أفضل الناس وأشرفهم في كل العصور. اقرأ تاريخ إبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وداود وأليشع. ثم ادرس حياة رجال العصور المتأخرة الذين بكل جدارة ملأوا مراكزهم ذات الثقة والمسؤولية، الرجال الذين كان لهم تأثير عظيم في رفع شأن العالم.KS 227.5

    كم من هؤلاء تربوا في بيوت ريفية. إنهم لم يعرفوا من الترف إلا النزر اليسير . فيلم ينفقوا شبابهم في التسليات . إن كثيرين منهم كانوا مجبرين على مكافحة المشقات والفقر. ومنذ صباهم تعلموا أن يشتغلوا، وقد منحتهم حياتهم النشيطة في الهواء الطلق نشاطا ومرونة لكل قواهم. فإذ كانوا مضطرين للاعتماد على مواردهم تعلموا أن يصارعوا الصعوبات وينازلوها ويتخطوا العقبات ، فاكتسبوا شجاعة ومثابرة . وقد تعلموا أيضاً درس الاعتماد على الذات وضبط النفس. فإذ كانوا إلى حد كبير مصونين من المعاشرات الرديئة قنعوا بالمسرات الطبيعية والمعاشرات السليمة. كانوا بسطاء في أذواقهم ومعتدلين في عاداتهم. كانوا يخضعون للمبدأ فشبوا أطهارا وأقوياء وأمناء . وعندما دعوا لعمل حياتهم أتوا إليه بالقوة البدنية والعقلية وخفة الروح والقدرة على رسم الخطط وتنفيذها والثبات في مقاومة الشر مما جعلهم قوة إيجابية أكيدة للخير في العالم.KS 227.6

    إن سلامة الدين وسلامة العقل ونبل الأخلاق هي ميراث لأولادك يمكنك أن تورثهم إياه أفضل بكثير من ميراث الثروة والمال الوفير. إن من يدركون ما يكون نجاح الحياة الحقيقي سيكونون حكماء في الوقت المناسب . وهم يجعلون نصب عيونهم أبداً أفضل ما في الحياة عندما يختارون بيتاً.KS 228.1

    فبدلا من أن تسكن حيث لا يمكنك أن ترى شيئا آخر غير مصنوعات الناس، حيث توحي المناظر والأصوات بالأفكار الشريرة مرارا عديدة، وحيث يجلب الاضطراب والارتباك والتشويش، الضجر والجزع، بدلاً من كل ذلك انطلق إلى حيث يمكنك أن ترى أعمال الله. أطلب الراحة لروحك في جمال الطبيعة و سكونها وهدوئها. متّع نظرك بالحقول اليانعة والغابات والتلال. ثم انظر إلى القبة الزرقاء التي لا يعكرها تراب المدينة أو دخانها واستنشق هواء السماء المنعش. انطلق إلى حيث تكون بعيدا عن ملاهي حياة المدن وتسلياتها وأسرافها، ويمكنك أن تكون في صحبة أولادك وتستطيع أن ترشدهم إلى أن يتعلموا عن الله من أعماله ، وتدريبهم على حياة الاستقامة والنفع .KS 228.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents