Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

خدمة الشفاء

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    ٦ - تأثيرات البيت

    ينبغي أن يكون البيت أعظم الأماكن جاذبية للأطفال في العالم، وينبغي أن يكون حضور الأم أعظم الأشياء جاذبية في البيت. للأطفال طبائع حساسة ومحبة. ومن السهل أن نُفرحهم، ومن السهل أيضا أن نحزنهم. ويمكن للأمهات بالتدريب اللطيف والأقوال والأعمال الصادرة عن محبة أن يربين أولادهن إلى قلوبهن.KS 241.1

    إن الأولاد الصغار يحبون المعاشرة ويندر أن يمتعوا أنفسهم بشيء وهم وحدهم ، أنهم يحنون إلى العطف والرقة، ويظنون أن ما يتمتعون به يسر أمهم أيضا، وهو أمر طبيعي بالنسبة لهم أن يذهبوا إليها بأفراحهم الصغيرة واحزانهم الطفيفة. فينبغي ألا تجرح أمهم قلوبهم بكونها تعامل، بعدم مبالاة، المسائل التي وإن تكن تافهة بالنسبة إليها، لها أهمية عظيمة في نظرهم. إن عطفها واستحسانها لهما قيمة عظيمة في نظرهم . فإن نظرة استحسان أو كلمة تشجيع أو مديح تكون كإشراقة الشمس في قلوبهم. وفي كثير من الأحيان تجعل يومهم سعيدا كله.KS 241.2

    وبدلا من أن تبعد الأم أولادها عنها حتى لا يضايقوها بضوضائهم أو يضجروها بطلباتهم الصغيرة فلتدبر لهم بعض التسليات أو عملا خفيفا لتشغل فيه أيديهم وعقولهم النشيطة .KS 241.3

    إن الأم إذ تتغلغل في مشاعر أولادها وتوجههم في تسلياتهم وأعمالهم فهي تظفر بثقتهم. ويمكنها أن تصلح عاداتهم الخاطئة بكيفية أفعل، أو توقف مظاهر الأنانية أو الغضب عند حدها. إن كلمة تحذير أو توبيخ تقال في الوقت المناسب تكون لها قيمتها العظيمة. فبمحبتها الصابرة الساهرة يمكنها أن توجه أفكار أولادها في الاتجاه الصحيح منمية فيهم صفقات جميلة وجذابة.KS 241.4

    وتحذر الأمهات من تربية أولادهن على أن يكونوا اتكاليين أو منطوين على أنفسهم. لا تعوديهم أيتها الأم الظن بأنهم هم محور الاهتمام وان كل شيء ينبغي أن يدور حولهم. بعض الوالدين ينفقون وقتا واهتماما عظيمين في تسمية اولادهم ، وعلى الأولاد أن يتربوا على تسلية أنفسهم وعلى تدريب براعتهم ومهاراتهم. وهكذا يتعلمون أن يكونوا قانعين بالمسرات القليلة والبسيطة جدا. وعليهم أن يتعلموا أن يتحملوا فشلهم التافه وتجاربهم البسيطة بشجاعة. وبدلا من توجيه انتباههم إلى أقل ألم أو إصابة تافهة حولوا عقولهم عن ذلك وعلموهم ألا يهتموا كثيراً بالمضايقات والمتاعب الطفيفة. واجتهدوا في ابتكار وسائل بها يتعلم الأولاد أن يفكروا بالأخرين .KS 241.5

    ولكن يجب ألا يُهمل الأولاد. إن الأمهات إذ يكنّ أحيانا مثقّلات بهموم كثيرة يشعرن أنهن لا يستطعن قضاء بعض الوقت في تعليم أولادهن بصبر وفي تقديم الحب والعطف لهم. فتذكر الأمهات أنه إذا لم يجد أولادهن في والديهم وفي بيتهم ما يشبع شوقهم إلى العطف والعشرة سيبحثون عن مصادر أخرى قد تتعرض فيها عقولهم وأخلاقهم للخطر.KS 242.1

    إن كثيرات من الأمهات، لعدم وجود وقت ولعدم التفكير، يحرمن أولادهن بعض المسرات البريئة، بينما هن يشغلن أيديهن يتعين أعينهن في الاشتغال بكل اجتهاد في عمل مخصص لأجل الزينة فقط، وهو في أفضل حالاته لا يعمل إلا على تشجيع الغرور والإسراف في عقول الصغار، وإذ يقترب الأولاد من مرحلة الرجولة والأنوثة تؤتي هذه الدروس ثمارها في الكبرياء والتفاهة الأخلاقية، فتحزن الأم على أخطاء أولادها، ولكنها لا تتحقق من أن الحصاد الذي تحصده إن هو إلا نتيجة ما قد غرسته بنفسها.KS 242.2

    وبعض الأمهات غير منتظمات في معاملة أولادهن، فأحيانا يتساهلن معهم إلى حد أنهم يضرون بأنفسهم. وأحيانا أخرى يرفضن إشباع إحدى رغباتهن البريئة التي كان يمكن أن تسعد قلوبهم الصغيرة. ولكنهن لا يتمثلن بالمسيح في هذا. فلقد فهم مشاعرهم وأبدى عطفه عليهم في مساراتهم وتجاربهم .KS 242.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents