Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

خدمة الشفاء

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    ٤ - لمسة الإيمان

    «إن مسست ثوبه فقط شفيت» (متى 9: ٢1). إن امرأة مسكينة هي التي نطقت بهذا الكلام، وقد تألمت من مرض جعل حياتها عبئاً ثقيلاً مدى اثنتي عشرة سنة. وقد أنفقت كل أموالها على الأطباء والعقاقير ليقول لها الأطباء أن مرضها لا بُرء منه. ولكنها عندما سمعت عن الشافي العظيم انتعشت آماله. فجعلت تفكر قائلة: «لو أمكنني الاقتراب منه فقط لأكلمه فقد أشفى».KS 29.1

    كان المسيح سائراً في طريقه إلى بيت يايرس معلم اليهود الذي كان قد التمس منه أن يأتي ويشفي ابنته توسلات من قلب كسير قائلا: «ابنتي الصغيرة على آخر نسمة. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا» (مرقس ٢٢:5). هذه التوسلات حركت قلب يسوع العطوف الحنون ، ففي الحال ذهب مع ذلك الرئيس إلى بيته.KS 29.2

    وكانا يسيران على مهل لأن الجموع كانوا يزدحمون المسيح من كل جانب . وإذ كان المخلص يشق لنفسه طريقا في وسط ذلك الزحام اقترب من المكان الذي كانت المرأة المريضة واقفة فيه. كانت قد حاولت مرارا عديدة أن تدنو منه، ولكن بلا جدوى. أما الآن فقد سنحت لها الفرصة. لم تجد وسيلة للكلام معه، ولم تحاول تأخير تقدمه البطيء ، ولكنها كانت قد سمعت ان الشفاء يتحقق بمجرد لمس ثيابه، وخوفاً من أن تفلت منها فرصتها الوحيدة للشفاء تقدمت إلى الأمام قائلة لنفسها: «إن مسست ثوبه فقط شفيت».KS 29.3

    لقد عرف المسيح كل ما جال بخاطرها، وكان يشق طريقه إلى حيث كانت واقفة، وقد تحقق من شدة حاجتها، فكان يساعدها على ممارسة إيمانها.KS 29.4

    وإذا كان مارا بها مدت يدها و أفلحت في لمس هدب ثوبه فقط. وفي تلك اللحظة علمت أنها قد برئت. ففي تلك اللمسة الواحدة تركز إيمان حياتها، وفي الحال زال ألمها وضعفها. وفي الحال أحست بهزة كما من تيار كهربائي يخترق كل أنسجة كيانها. وملأ نفسها احساساً بالصحة الكاملة: «علمت في جسمها أنها قد برئت من الداء» (مرقس ه: ۲۹)KS 29.5

    رغبت تلك المرأة الشاكرة في التعبير عن شكرها الشافي القدير الذي أسدى إليها بلمسة واحدة أكثر مما فعل الاطباء في اثنتي عشرة سنة طويلة، ولكنها لم تكن لتجرؤ على ذلك ، فبقلب شكور حاولت الانسحاب من وسط ذلك الجمع، وإذا بيسوع يتوقف فجأة عن السير، وإذ تطلع فيما حوله مسائل قائلا: «لا من الذي لمسني»؟.KS 29.6

    نظر إليه بطرس في دهشة وأجابه قائلاً: «يا معلم الجموع يضيقون عليك ويظلمونك وتقول من الذي لمسني»؟ (لوقا 8 : 45).KS 30.1

    فقال يسوع: «قد لمسني واحد لأني علمت أن قوة قد خرجت مني» (لوقا 8: 41) لقد يمكنه أن يميز لمسة الإيمان من اللمسات الفجائية الطارئة التي كان يلمسه بها ذلك الجمع العظيم الاكتراث . لقد لمسه وأحد القصد عميق . وقد حصل على مطلبه.KS 30.2

    أن المسيح لم يسأل السؤال ليعرف سراً كان خافياً عليه، بل كان لديه درس يعلمه لتلاميذه وللشعب وللمرأة، فقد رغب في أن يلهم المتألمين بالرجاء. وأراد أن يبرهن» على أن الإيمان هو الذي أتى بالقوة الشافية. ينبغي الأقل ثقة المرأة دون أن يعلق عليها. فينبغي أن يتمجد الله باعترافها الشكور. وقد أرادها المسيح أن تفهم أنه يمتدح عمل إيمانها. ولم يردها أن تنصرف بنصف بركة فقط. لم يكن لها أن تظل تجهل معرفته لآلامها ومحبته الرحيمة و امتداحه إيمانه بقدرته على أن يخلص إلى التمام كل من يقبلون إليه.KS 30.3

    إذ اتجه المسيح بصره نحو المرأة أصر على معرفة من الذي لمسه. فإذا وجدت أن لا جدوى من التستر تقدمت إلى الأمام مرتعدة وطرحت نفسها عند قدميه، بدموع الشکر آخرته أمام کلی الشعب لما ذا لاست ثوبه وکیف بل ثبت في الحالی . کانات يخشى لئلا يكون لمسها لثوبه عملاً يدل على الغطرسة، ولكن المسيح لم ينطق بكلمة لوم واحدة بل تكلم فقط بكلمات الاستحسان . وقد صدر كلامه من قلبه المحب العطوف على آلام البشر. قال لها بكل لطف. «نقي يا ابنة إيمانك قد شفاك اذهبي بسلام» (لوقا ٨: ٤٨)، فادخلت تلك الكلمات مسرورا عظيما إلي قلبها ولم يعد الخوف ينغص عليها فرحها.KS 30.4

    إن ذلك الجمع المحب للاستطلاع المتزاحم على يسوع لم تمنح لأحد منه قوة محيية، أما تلك المرأة المسلمة التي لمسته بإيمان فنالت الشفاء. وكذلك في الروحيات فإن الاتصال العرضي يختلف عن لمسة الإيمان . إن الاعتقاد بمجرد أن المسيح هو مخلص العالم لا يمكنه البتة أن ينال النفس الشفاء. فالإيمان الذي للخلاص ليس هو مجرد المصادقة علي حق الإنجيل، إنما الإيمان الحقيقي هو الذي يقيل المسيح كالمخلصة الشخصى . لقد بذل الله ابنه الوحيد حتى انا بإيماني به لا أهلك ، بل تكون لي الحياة الأبدية (يوحنا 3: 16). فعندما يأتي إلى المسيح حسب كلمته، علي أن أو من بأنني قد حصلت علي نعمته المخلصة. والحياة التي أحياها الآن إنما أحياها «في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي» (غلاطية ٢: ٢٠).KS 30.5

    إن كثيرين يفهمون الإيمان على أنه رأي. لكن الإيمان المخلص هو صفقة بموجبها يرتبط من يقبلون المسيح بعهد صلة مع الله. والإيمان الحي يعني مزيدا من الحيوية والنشاط اتكالا وانقا بموجبه تصدير النفس قوة غالبة بنعمة المسيح .KS 31.1

    إن الإيمان قوة غالبة أقوى من الموت. ولو أن المرضى يستطيعون أن يثبتوا أنظارهم بالإيمان في الشافي القدير لكنا نرى نتائج عجيبة ومدهشة. فهو يحيي الجسد والنفس .KS 31.2

    وفي خدمتنا لضحايا العادات الشريرة بدلاً من أن يوجه أنظارهم إلى اليأس والدمار الذين هم منساقين إليهما لتوجه أنظارهم إلى يسوع. ثبتوا أنظارهم في أمجاد السماويات . إن هذا سيحقق شفاء الجسد والنفس أكثر من أهوال الهاوية عندما يوضح نصب عيون العاجزين الذين يبدو عليهم اليأس.KS 31.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents