Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

خدمة الشفاء

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    «تقدر أن تطهرني»

    كان مرض البرص من أرهب الأمراض المعروف في الشرق. فلكونه مرضاً سريع العدوى ولا برء منه وذا تأثير مرعب لضحاياه أخاف أكثر الناس شجاعة. وكان اليهود يعتبرونه قضاء من الله بسبب الخطية، ولذلك كان يُدعي «الضربة» و «إصبع الله». وإذ كان متأصلاً في الجسم ولا يمكن استئصاله، ومميتاً و كان ينظر إليه كرمز للخطية.KS 33.2

    وبموجب الناموس الطقسي كان يحكم على الأبرص بأنه نجس. وكل ما يلمسه يتنجس . وكانت أنفاسه تفسد الهواء وتلوثه. وكان يطرد من مساكن الناس كمن قد مات . والذي كان يشتبه فيه بأنه قد أصيب بهذا المرض كان عليه أن يعرض نفسه على الكهنة الذين كان عليهم أن يحصوا ويحكموا في أمره. فإن حكم عليه بأنه أبرص كان يُعزل بعيداً عن عائلته ويقطع من جماعة إسرائيل، ويحكم عليه بأن يعاشر المصابين بمثل مرضعة دون سواهم . وحتى الملوك والرؤساء لم يكن إعفاؤهم من هذا الحكم ، فالملك الذي يصاب بهذا المرض المخيف كان ينبغى له أن يتنازل عن صولجان الملك ويهرب من المجتمع .KS 33.3

    وعلى الأبرص أن يحمل لعنة دائمة بعيداً عن أصدقائه وأقربائه. وكان ملزماً بأن يذيع نبأ كارثة، وأن يمزق ثيابه ويصرخ منذراً بالخطر، محذرا الجميع حتى يهربوا من عدواه . وإن الصرخة القائلة: «نجس نجس » التي كان ينطق بها ذلك المنفي الوحيد بنغمة نائحة حزينة كانت إنذارا يسمعه الناس بالخوف والاشمئزاز.KS 33.4

    وقد كان في الإقليم الذي خدم فيه المسيح كثيرون من هؤلاء المتألمين، وإذ وصلهم نبأ عمله كان بينهم وأحد انبثق الإيمان في قلبه. فلو أمكنه الذهاب إلى يسوع فقد يُشفى. ولكنه كيف يمكنه أن يجد يسوع ؟ وكيف يمكنه أن يعرض نفسه على الشافي وقد حكم عليه بالنفي الدائم؟ وهل يشفيه المسيح؟ الا لعنه كما قد فعل الفريسيون والأطباء أيضاً وينذر بالهروب من مساكن الناس ؟KS 33.5

    إنه يفكر في كل ما قيل له عن يسوع. إنه لم يطرد أحد ممن جاءوا يطلبون منه العون. ويعقد ذلك الرجل التعس العزم على أن يجد المخلص. فمع كونه مطروداً بعيداً عن المدن فربما يمكنه أن يلتقي به عبر أحد المسالك الفرعية في الطرق الجبلية أو يجده وهو يعلم خارج المدن . نعم إن الصعوبات عظيمة، ولكن هذا هو رجاؤه الوحيد.KS 33.6

    إن الأبرص إذ يقف من بعيد تلتقط أذناه كلمات قليلة مما ينطق به المخلص. ويراه وهو يضع يديه علي المرضى. ويرى والعرج والعمي والمغلوجين والذين هم في دور الاحتضار من هول الأمراض المتعددة، يقومون أصحاء وهم يسبحون الله على خلاصهم، فتشدد إيمانه. ثم يقترب أكثر فأكثر إلى ذلك الجمع المصغي إليه. إنه ينسب كل التقييدات المفروضة عليه وسلامة الشعب والخوف الذي به ينظر إليه جميع الناس . فهو لا يفكر في غير الرجاء المبارك في الشفاء .KS 34.1

    إن منظره كريه. لقد أغار عليه المرض غاراته المخيفة، ومنظر جسمه المتعفن مرعب. فإذ يراه الناس يتراجعون. وفي رعبهم يترامون بعضهم على بعض للهروب من ملامسته. بعضهم يحاولون منعه من الاقتراب من يسوع ولكنهم عبثا يحاولون. إنه لا يراهم ولا يسمعهم. وتعبيرهم عن اشمئزازها منه لا يؤثر فيه، فهو لا يرى إلا ابن الله وحده ولا يسمع إلا صوته المحيي للمحضرين . فإذا تقدم إلى يسوع يخرج عند قدميه بهذه الصرخة: «ياسيد إن أردت تقدر أن تطهر الی» (متی ۲:۸).KS 34.2

    فيجيبه يسوع وقد مد يده ولمسه قائلاً: «أريد فأطهر» (متى ۳:۸).KS 34.3

    ففي الحال يحدث تغيير في الأبرص. فدمه يصير دم الصحة، وأعصابه تصير حساسة، وعضلاته تصير قوية، وسطح جلد جسمه الأبيض بياضاً غير عادي و مغطي بالقشور ، الذي هو من خصائص البرص يختفي ويصير لحمه كلحم صبي صغير.KS 34.4

    ولو علم الكهنة بالحقائق الخاصة بـ شفاء الأبرص لكانت كراهيتهم للمسيح تجعلهم یحکمون حکما غادرا. وقدر غالب یسوع في الحصول علی حکم لا محاباة فيه، ولذلك هو يأمر الرجل ألأ يقول لأحد عن الشفاء بل أن يقدم نفسه في الهيكل بلا إبطاء ومعه القربان قبل أن تنشر أي أخبار كاذبة عن المعجزة. ولكن قبلما يقبل الكهنة مثل ذلك القربان كان يطلب منهم أن يفتحوا مقدمة ويشهدوا بأنه قد شفي تماما.KS 34.5

    وقد أجرى هذا الفحص. والكهنة الذين كانوا قد حكموا على الأبرص بالنفي شهدوا الآن بأنه شبي. وأعيد الرجل الذي شفي إلى بيته ومجتمعه، وقد أحس بأن هبة الصحة ثمينة جدا، لقد فرح وتهلل بنشاط الرجولة وبعودته إلى أسرته، ولكن بالرغم من تحذير يسوع لم يستطع أن يخفي حقيقة شفائه أكثر من ذلك، ويفرح عظيم كان يجول معلنا قدرة ذاك الذي أبرأه.KS 34.6

    عندما أتى هذا الرجل إلى يسوع كان «مملوءاً برصاً». فقد تغلغل عدم البرص القتال في كل جسمه. وحاول التلاميذ أن يمنعوا سيدهم من ملامسته لأن من لمس الأبرص صار هو أيضاً نجساً. ولكن يسوع إذ وضع يده علي الأبرص لم ينجس . وقد طاهر البرص . وهذا يصدق على برص الخطية — المتأصل والمميت والذي يستحيل تبهره بقوة بشرية: «كل الرأس مريض وكل القلب سقيم. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح وإحباط وضربة طرية» (إشعياء 1 : 5 و6). ولكن يسوع إذ يأخذ جسم بشريتنا لا يصاب بالعدوى ولا يتنجس . ففي وجوده وجدت نعمة الشفاء للخاطئ ، وكل من يخرج عند قدميه قائلا بإيمان: «ياسيد إن أردت تقدر أن تطهرني» يسمع جوابه القائل: «أريد فاطهر».KS 35.1

    في بعض مناسبات الشفاء لم يمنح يسوع البركة المطلوبة في الحال. ولكن في حالة البرص ما إن قدم الطلب حتى اجيب فورا. إننا عندما نصلي طالبين بركات أرضية قد تتأخر الإجابة، أو قد يعطينا الله شيئاً آخر غير ما طلبناه، ولكن الأمر لا يكون كذلك عندما نطلب الخلاص من الخطية. إنه يريد أن يطهرنا من الخطية ويجعلنا أولاداً له ويقدرنا أن نحيا حياة القداسة. إن المسيح «بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا» (غلاطية 1: 4)، «وهذه هي الثقة التي لنا عنده أنه إن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا. وإن كنا نعلم انه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه» (1 يوحنا5: 14و15 ).KS 35.2

    لقد نظر يسوع إلى المتضايقين والمثقل القلوب، والذين ذبلت آمالهم وضربت، والذين كانوا يحاولون بالأفراح الأرضية أن يهدأوا أشواق نفوسهم، ودعا الجميع ليجدوا الراحة فيه.KS 35.3

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents