الثقافة العقلية

إن الله يريدنا أن نستخدم كل فرصة لأجل الاستعداد العملة. فهو يريدنا وينتظر منا أن نضع كل قوى نشاطنا في إتمام العمل، وأن نحتفظ بقوي ناحية نشيطة ومدركة لقدسيتها ومسؤولياته الهائلة.KS 316.5

إن كثيرين ممن هم مؤهلون للقيام بعمل عظيم يعملون القليل لأنهم يحاولون عمل القليل. وآلاف من الناس يسيرون في الحياة وكأنه لا يوجد هدف عظيم يعيشون لأجله ولا يوجد مقياس عال يجب أن يبلغوه . ومن انسياب هذا، التقدير المنخفض الذي به تقدرون طقوسهم . لقد دفع المسيح ثمنا هائلا فدائنا وبنسبة هذا الثمن الذي دفع هو يريدنا أن تقدر أنفسنا.KS 317.1

إحذر من أن تقع بمستوى منخفض. إننا لسنا كما يجب أن تكون ولا ما يريدنا الله أن تكون . لقد وهبنا الله قوة التفكير لا تظل معطلة، ولا تنحرف إلى الأعمال والممارسات الأرضية الحقيرة، بل لتنمو إلى أقصى حد، وتهذب وتقدس ويرتفع شأنها وتُستخدم في إنجاح مصالح ملكوته.KS 317.2

ينبغي ألا يرضى أحد بأن يكون مجرد آلة تدور بوحي عقل إنسان آخر. فقد منحنا الله القدرة على أن نفكر ونعمل. بواسطة العمل بحرص وحذر، وأنت ناظر إليه تعالى، في طلب الحكمة، يمكنك أن تصير قادرا على حمل الأثقال. فأثبت في شخصيتك الموهوبة لك من الله، ولا تكن ظلا لإنسان آخر. وتوقع أن يعمل الرب فيك وبك وعن طريقك .KS 317.3

ولا تظُنن أبدا أنك قد حصلت على المعرفة الكافية وأنه يمكنك الآن أن تتراخى عن بذل جهدك. إن العقل المثقف هو مقياس الإنتباه. وينبغي أن تداوم على تلقي التهذيب مدى حياتك ، ويمكنك أن تتعلم كل يوم وأن تستخدم عملك استخداما عمليا. ثم تذكر أنه مهما يكن المركز الذي تخدم فيه فأنت تكشف عن الباعث وتنمي الخلق . ومهمایکن عملک قاع ملا بکلی دقة و اجتهاد، و انتصر علی میلاگ الی مزاولة عمل سهل .KS 317.4

إن نفس الروح والمبادئ التي يُدخلها الإنسان في عمله اليومي تتغلغل في الحياة بجملتها. والذين يرغبون في أن يقوموا يقدر محدد من العمل يتقاضوا مرتباً محددا، والذين يرغبون في أن يبرهنوا على إعداد مضبوط يدون أن يهتموا بالتطبيق او التدريب ، ليسوا هم الناس الذين يدعوهم الله للخدمة في ملكوته. والذين يحاولون أن يبذلوا أقل القليل من قواهم البدنية والعقلية والأدبية ليسوا هم الخدام الذين يمكنه أن يسكب عليهم فيضا من بركاته. وإن قدوتهم معدية. إن طلب ما للذات والمصلحة الذاتية هو الباعث السائد على الكثيرين. فأولئك الذين يحتاجون إلى رقابة والذين يعملون فقط العمل المحدد لهم والواجب المقرر عليهم ليسوا هم الذين سيقول الرب عنهم إنهم عبيد صالحون وأمناء. إن الحاجة هي إلى خادم يظهرون النشاط والاستقامة والاجتهاد، والذين هم على استعداد لعمل أي شيء يلزم عمله .KS 317.5

وما أكثر الذين يمسون عاجزين بسبب والتملص من المسؤوليات خيفة الفشل. وهكذا يخفقون في اكتساب التهذيب الذي يأتي نتيجة الاختبار، والذي لا يمكن للدرس والقراءة وكل المميزات التي يحصلون عليها من طريق آخر أن تمنحهم أيام . يستطيع الإنسان أن يكيف الظروف، ولكن ينبغي ألا يسمح للظروف بأن تكيف الإنسان. ويجب علينا أن ننتهز الفرص كوسائل تعمل بها. وعلينا أن نتحكم فيها، ولكن ينبغي ألا نسمح لها بأن تتحكم فينا.KS 318.1

إن الناس ذوي القدرة هم الذين اختبروا المقاومة والخيبة والتعطيل فإذا يعبثون قوى نشاطهم للعمل في العقبات التي تعترضهم تصدير بركات إيجابية لهم ، فهم يكتسبون فضيلة الاعتماد على النفس . والنضال والارتباك يستدعيان وضع الثقة في الله، ويطلبان الثبات الذي يولد القوة.KS 318.2