Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents

خدمة الشفاء

 - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الباعث في الخدمة

    إن المسيح لم يقدم خدمة محصورة ومحدودة. لم يقس عمله بالساعات. فوقه وقلبه ونفسه وقوته كرست كلها للعمل لأجل خير الإنسانية. لقد ظل يتعب ويخدم مدى الأيام المنهكة، ومدى الليالي الطويلة كان ينكب على الصلاة في طلب النعمة والصبر والاحتمال حتى يقوم بعمل أوسع نطاقا. في بصراخ شديد ودموع قدم صلواته إلى السماء لکي تتقوى طبيعته البشرية في تشدد لمواجهة العدو الماكر شأنها. وهو يقول لخادمه: «لاني اعطيتكم مثالا حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضا» (یوحنا ۱۳: 15).KS 318.3

    قال بولس : «محبة المسيح تحصرنا (٢ كورنثوس 5: 14). كان هذا هو المبدأ المحرك له في تصرفاته ، كما كان هو القوة الكامنة خلف دوافعه . فلو ضعفت حماسته مرة في طريق الواجب لمدى يراها، فإن نظرة يلقيها على الصليب كانت كفيلة بأن تمنطق أحقاء ذهنه وتدفع به إلى الأمام في طريق إنكار الذات. وفي خدماته لأجل إخوته اعتمد كثيراً على تجلي المحبة غير المحدودة في ذبيحة المسيح بقوتها القاهرة الدافعة .KS 318.4

    وكم كانت دعوته حارة ومؤثرة حين قال: فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من اجلکم افتقر و هو غنى لکی تستغنوا أنتم بفقره» (۲ کورنتو مسی ۸: ۹). أنتم تعرفون السمو الذي تنازل منه وعمق الاتضاع الذي نزل إليه. لقد سارت رجلاه في طريق التضحية ولم يمل عنه حتى بذل حياته. ولم تكن له راحة فيما بين عرش السماء والصليب. وقد دفعته محبته للإنسان لأن يرحب بكل إهانة ويتحمل كل إساءة .KS 318.5

    وبولس يحذرنا قائلا: «لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً» (فيلبي ٢: 4). وهو يوصينا أن يكون فينا الفكر «الذي في المسيح يسوع ايضا الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله. لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب» (فيلبي ٢: 5- ٨).KS 319.1

    لقد كان بولس يشتاق شوقن عميقا أن يرى الناس اتضاع المسيح يتحققوا منه. كان مقنعة يأته لو امكن قيادة الناس إلى الكامل في التضحية المذهلة التي أقدم عليها جلال السماء فإن الأنانية كانت تنفي بعيدا عن قلوبهم. والرسول يتريث وهو يتكلم عن فكرة بعد فكرة حتى يمكننا أن ندرك ، إلى حد ما، اتضاع المخلص العجيب لأجل الخطاة. إنه يوجه العقل أولا إلى المركز الذي كان المسيح يشغله في السماء في حضن أبيه، ثم يعلنه بعد ذلك وهو يلقي مجده جانبا ويتطوع ليخضع نفسه لحالات وظروف حياة الإنسان المذلة، آخذا على نفسه تبعات العبد، ومطيعا حتى الموت ، ذلك الموت المشين والمرعب والمؤلم إلى أقصى حد - موت الصليب. فهل تتأمل في هذا الإعلان العجيب محبة الله دون أن تشكره ونحبه، ودون أن يحس إحساسا عميقا بأننا لسنا لأنفسنا؟ ينبغي لنا ألا نخدم مثل هذا السيد مدفوعين بدافع الحقد أو الحسد أو الأنانية.KS 319.2

    وها هو بطرس يقول: «عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى يقظة أو ذهب » (1 بطرس 1:18 ). لو كانت هذه كافية لشراء خلاص الإنسان فکم کان يغدو من السهل إتمامه بقوة ذاك الذي يقول: «لي الفضة ولي الذهبي»! (حجي ٢: ٨).KS 319.3

    ولكن الخاطئ لم يمكن فداؤه بغير دم ابن الله الثمين. فالذين إذ يخققون في تقدير قيمة هذه الذبيحة العجيبة، يمتنعون عن خدمة المسيح ، فسيهلكون في أنانيتهم .KS 319.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents